هنا لك في التخوم بين الحجاز والشأم هذا شأن من أوطن العراق والشأم من قبائل سبا تشاءم منهم أربعة وبقي باليمن ستة وهم مذحج وكندة والأشعريون وحمير وأنمار وهو أبو خثعم وبجيلة فكان الملك لهؤلاء باليمن في حمير ثم التبابعة منهم ويظهر من هذا ان خروج مزيقياء والأزد كان لأول ملك التبابعة أو قبله بيسير وأما بنو معد بن عدنان فكان ارميا وبرخيا لما أوحى إليهما بغزو بختنصر العرب أمرهما الله أن يستخرجا معد بن عدنان لان من ولده محمدا صلى الله عليه وسلم أخرجه آخر الزمان أختم به النبيين وأرفع به من الضعة فأخرجاه على البراق وهو ابن ثنتي عشرة سنة وذهبا به إلى حران فربى عندهما وغزا بختنصر العرب واستلحمهم وهلك عدنان وبقيت بلاد العرب خرابا ثم هلك بختنصر فخرج معد بن عدنان مع أنبياء بنى إسرائيل فحجوا جميعا وطفق يسأل عمن بقي من ولد الحرث بن مضاض الجرهمي وكانت قبائل دوس أكثر جرهم على يده فقيل له بقي جرهم بن جلهة فتزوج ابنته معانة وولدت له نزار بن معد (قال السهيلي) وكان رجوع معد إلى الحجاز بعد ما رفع الله بأسه عن العرب ورجعت بقاياهم التي كانت بالشواهق إلى مجالاتهم بعد أن دوخ بختنصر بلادهم وخرب معمورهم واستأصل حضورا وأهل الرس التي كانت سطوة الله بالعرب من أجلهم اه كلام السهيلي ثم كثر نسل معد في ربيعة ومضر وإياد وتدافعوا إلى العراق والشأم وتقدم منهم اشلاء قفص كما ذكرنا وجاؤا على أثرهم فنزلوا مع احياء اليمنية الذين ذكرناهم قبل وكانت لهم مع تبع حروب وهو الذي يقول لست بالتبع اليماني إن لم * تركض الخيل في سواد العراق - أو تؤدى ربيعة الخرج قسرا * لم تعقها موانع العواق - ثم كان بالعراق والشأم والحجاز أيام الطوائف ومن بعدهم في أعقاب ملك التبابعة اليمنية والعدنانية ملك ودول بعد أن درست الأجيال قبلهم وتبدلت الأحوال السابقة لعصرهم فاستحق بذلك أن يكون جيلا منفردا عن الأول وطبقة مباينة للطباق السالفة ولما لم يكن لهم أثر في انشاء العروبية كما للعرب العاربة ولا في لغتها عنهم كما في المستعربة وكانوا تبعا لمن تبعهم في سائر أحوالهم استحقوا التسمية بالعرب التابعة للعرب واستمرت الرياسة والملك في هذه الطبقة اليمانية أزمنة وآمادا بما كانت صبغتها لهم من قبل واحياء مضر وربيعة تبعا لهم فكان الملك بالحيرة للخم في بنى المنذر وبالشأم لغسان في بنى جفنة وبيثرب كذلك في الأوس والخزرج ابني قيلة وما سوى هؤلاء من العرب فكانوا ظواعن بادية واحياء ناجعة وكانت في بعضهم رياسة بدوية وراجعة في الغالب إلى أحد هؤلاء ثم نبضت عروق الملك في مضر وظهرت قريش على مكة
(٢٣٩)