عليها في حصاره أبو أيوب الأنصاري ثم ملك من بعد قفط بن مورق لاون بن قلفط أيام عبد الملك بن مروان وبعده جيرون بن لاون أيام الوليد وسليمان وعمر بن عبد العزيز ثم غشيهم المسلمون في ديارهم وغزوهم في البر والبحر ونازل مسلمة القسطنطينية واضطرب ملك الروم وملك عليهم جرجيس بن مرعش وملك تسع عشرة سنة ولم يكن من بيت الملك ولم يزل أمرهم مضطربا إلى أن ملك عليهم قسطنطين بن ألبون وكانت أمه مستبدة عليه لمكان صغره ومن بعده نغفور بن استيراق أيام الرشيد وكانت له معه حروب وغزاه الرشيد فأعطاه الانقياد ودفع إليه الجزية ثم نقض العهد فتجهز الرشيد إلى غزوه ونزل هرقلة وافتتحها سنة تسعين ومائة وكانت من أعظم مدائن الروم وانقاد نغفور بعد ذلك وحمل الشروط وملك بعده استيراق بن نغفور أيام الأمين وغلب عليه قسطنطين ابن قلفط وملك أيام المأمون وبعده نوفيل أيام المعتصم واسترد زبطرة ونازل عمورية وافتتحها وقتل من كان بها من أمم النصرانية ثم ملك ميخاييل بن نوفيل أيام الواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين ثم تنازع الروم وملكوا عليهم نوفيل بن ميخاييل ثم غلب على الملك بسيل الصقلبي ولم يكن من بيت الملك وكان ملكه أيام المعتز والمهتدى وبعضا من أيام المعتمد ومن بعده اليون بن نسيل بقية أيام المعتمد وصدرا من أيام المعتضد ومن بعده الاسكندروس ونقموا سيرته فخلعوه وملكوا أخاه لاوي بن اليون بقية أيام المعتضد والمكتفى وصدرا من أيام المقتدر ثم هلك وملك ابنه قسطنطين صغيرا وقام بأمره ارمنوس بطريق البحر وزوجه ابنته ويسمى الدمستق وهو الذي كان يحارب سيف الدولة ملك الشأم من بنى حمدان واتصل ذلك أيام المقتدر والقاهر والراضي والمتقي وافترق أمر الروم وأقام بعض بطارقتهم ويعرف استفانس في بعض النواحي وخوطب بالملك ارمنوس بطركا بكرسي القسطنطينية إلى هنا انتهى كلام المسعودي وقال عقبه فجميع سنى الروم المتنصرة من أيام قسطنطين بن هلانة إلى عصرنا وهو حدود الثلثمائة والثلاثين للهجرة خمسمائة سنة وسبع سنين وعدد ملوكهم أحد وأربعون ملكا قال فيكون ملكهم إلى الهجرة مائة وخمسا وسبعين سنة اه كلام المسعودي (وفي تاريخ ابن الأثير) ان ارمانوس لما مات ترك ولدين صغيرين وكان الدمستق على عهده قوقاش وملك ملطية من يد المسلمين بالأمان سنة ثنتين وعشرين وثلثمائة وكان أمر الثغور لسيف الدولة بن حمدان وملك قوقاش مرعش وعرزربه وحصونهما وأوقع بجابية طرسوس مرار وسار سيف الدولة في بلادهم فبلغ خرشنة وصارخة ودوخ البلاد وفتح حصونا عدة ثم رجع ثم ولى ارمانوس نغفور دمستقا واسم الدمستق عندهم على من يلي شرقي الخليج حيث ملك ابن عثمان لهذا العهد فأقام نغفور دمستقا وهلك
(٢٢٩)