تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق١ - الصفحة ٢١٨
وعمارة الكنائس وكان بقسطنطينية رجل على رأى ديسقرس فمضى إلى نشطانش قيصر ومضى وأشار عليه باتباع مذهب ديسقرس وان يرفض المجمع الخلقدوني فقبل ذلك منه وبعث إلى جميع أهل مملكته وبلغ ذلك بطرك أنطاكية فكتب إلى نشطانش قيصر بالملامة على ذلك فغضب ونفاه وجعل مكانه بأنطاكية سويوس وبلغ ذلك إلى إيليا بطرك القدس فجمع الرهبان ورؤساء الديور في نحو عشرة آلاف ولعنوا سويوس وأجرموه والملك نشطانش معه فنفاه نشطانش إلى إيليا وذلك في ثالثة وعشرين من ملكه فاجتمع جميع البطاركة والأساقفة من الملكية وأجرموا نشطانش الملك وسويوس وديسقرس امام اليعقوبية ونسطورس قال ابن بطريق وكان لسيوس تلميذ اسمه يعقوب البرادعي يطوف البلاد داعيا إلى مقالة سويوس ودسيقرس فنسب اليعاقبة إليه (وقال ابن العميد) وليس كذلك لان اليعاقبة سموا بذلك من عهد ديسقرس كما مر ثم هلك نشطانش لسبع وعشرين من ملكه وملك بعده يشطيانش قيصر لثمانية وثلاثين من ملك قياد بن نيرون ولثمانية وثلاثين للإسكندر وملك تسع سنين باتفاق وقال هروشيوش سبعا وقال المسبحي كان معه شريك في ملكه اسمه يشطيان وفي ثالثة ملكه غزت الفرس بلاد الروم فوقعت بين الفرس والروم حروب كثيرة وزحف كسرى في آخرها لثمانية من ملك يشطيانش ومعه المنذر ملك العرب فبلغ الرها وغلب الروم وغرق من الفريقين في الفرات خلق كثير وحمل الفرس أسارى الروم وسباياهم ثم وقع الصلح بينهما بعد موت قيصر وفي تاسعة ملكه أجاز البربر من المغرب إلى رومة وغلبوا عليها قال ابن بطريق وكان يشطيانش على دين الملكية فرد كل من نفاه نشطانش قبله منهم وصير طيماناوس بطركا بالإسكندرية وكان يعقوبيا فلبث فيهم ثلاث سنين وقتل سبع عشرة سنة وقال ابن الراهب كان يشطيانش خلقدونيا ونفى طيماناوس البطرك عن إسكندرية وجعل مكانه أبو ليناريوس وكان ملكيا وعقد مجمعا بالقسطنطينية يريد جمع الناس على رأى الخلقدونية مذهبه وأحضر شاويرش بطرك أنطاكية وأساقفة المشرق فلم يوافقوه فاعتقل بطرك أنطاكية سنين ثم أطلقه فسار إلى مصر وبقي مختفيا في الديور ثم وصل أبو ليناريوس بطرك إسكندرية ومعه كتاب الأمانة الخلقدونية فقبل الناس منه وتبعوا مذهبه فيها وصاروا إليه وهلك يشطيانش لتسع سنين من ملكه ثم ملك يشطينانس قيصر لاحدى وأربعين من ملك قيادة ولثمانمائة وأربعين للإسكندر وكان ملكيا وهو ابن عم يشطيانش الملك قبله وقال المسبحي بل كان شريكه كما مر وملك أربعين سنة باتفاق وقال أبو فانيوس ثلاثا وثلاثين وفي سابعة ملكه غزا كسرى بلاد الروم وأحرق إيليا وأخذ الصليب الذي كان فيها وفي حادية عشر من ملكه عصت السامرية عليه فغزاهم
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»