ستة وثلاثين ألفا فنقم ذلك عليه أهل الدولة وأطلقوا ابنه شيرويه واسمه قباذ وكان محبوسا مع أولاده كلهم لانذار بعض المنجمين له بأن بعض ولده يغتاله فحبسهم وأطلق أهل الدولة شيرويه وجمعوا إليه المقيدين الذين أمر بقتلهم ونهض إلى قصور الملك بمدينة نهشير فملكها وحبس ابرويز وبعث إلى ابنه شيرويه يعنفه فلم يرض ذلك أهل الدولة وحملوه على قتله وقتل لثمان وثلاثين سنة من ملكه وجاءته أختاه بوران وازرميدخت فأسمعتاه وأغلظتا له فيما فعل فبكى ورمى التاج عن رأسه وهلك لثمانية أشهر من مقتل أبيه في طاعون هلك فيه نصف الناس أو ثلثهم وكان مهلكه لسبع من الهجرة فيما قال السهيلي ثم ولى ملك الفرس من بعده ابنه أردشير طفلا ابن سبع سنين لم يجدوا من بيت الملك سواه لان ابرويز كان قتل المرشحين كلهم من بنيه وبنى أبيه فملك عظماء فارس هذا الطفل أردشير وكفله بها درخشنش صاحب المائدة في الدولة فأحسن سياسة ملكه وكان شهريران بتخوم الروم في جند ضمهم إليه ابرويز وحموهم هنا لك وصاحب الشورى في دولتهم ولما لم يشاوروه في ذلك غضب وبسط يده في القتل وطمع في الملك وأطاعه من كان معه من العساكر وأقبل إلى المدائن وتحصن بها درخشنش بمدينة طبسون دار الملك ونقل إليها الأموال والذخائر وأبناء الملوك وحاصرها شهريران فامتنعت ثم داخل بعض العسس ففتحوا له الباب فاقتحمها وقتل العظماء واستصفى الأموال وفضح النساء وبعث أردشير الطفل الملك من قتله لسنة ونصف من ملكه وملك شهريران على التخت ولم يكن من بيت المال وامتعض لقتل أردشير جماعة من عظماء الدولة وفيهم زاذان فروخ وشهريران ووهب مؤدب الأساورة وأجمعوا على قتل شهريران وداخلوا في ذلك بعض حرس الملك فتعاقدوا على قتله وكانوا يعملون قدام الملك في الأيام والمشاهد سماطين ومر بهم شهريران بعض أيام بين السماطين وهم مسلحون فلما حاذاهم طعنوا فقتلوه وقتلوا العظماء بعد قتل أردشير الطفل ثم ملكوا بوران بنت ابرويز ودفعت أمر الدولة إلى قبائل شهريران من حرس الملك وهو فروخ بن ماخدشيراز من أهل إصطخر ورفعت رتبته وأسقطت الخراج عن الناس وأمرت برم القناطير والجسور وضرب الورق وردت خشبة الصليب على الجاثليق ملك الروم وهلكت لسنة وأربعة أشهر وملكوا بعدها خشنشده من عمومة ابرويز عشرين يوما فملك أقل من شهر ثم ملك ازرميدخت بنت ابرويز وكانت من أجل نسائهم وكان عظيم فارس يومئذ فروخ هرمز أصبهبذ خراسان فأرسل إليها في التزويج فقالت هو حرام على الملكة ودعته ليلة كذا فجاء وقد عهدت إلى صاحب حرسها أن يقتله ففعل فأصبح بدار الملك قتيلا وأخفى أثره وكان لما سار إلى ازرميدخت استخلف على خراسان ابنه رستم فلما سمع بخبر أبيه أقبل
(١٨١)