تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ١ - الصفحة ٢٧٦
تمضي الفوارس والطعان يصدها * عنه ويدمرها الوفاء فترجع والليل من وضح الترائك إنه * صبح على الجيوش يلمع أنى فزعتم يا بني صنهاجة * وإليكم في الروع كان المفزع انسان عين لم يصبها منكم * حضن وقلب أسلمته الأضلع وصددتم عن تاشفين وإنه * لعقابه لو شاء فيكم موضع ما أنتم إلا أسود خفية * كل لكل كريهة مستطلع يا تاشفين أقم لجيشك عذرة * بالليل والعذر الذي لا يدفع ومنها في سياسة الحرب أهديك من أدب السياسة ما به * كانت ملوك الفرس قبلك تولع لا إنني أدري بها لكنها * ذكرى تحض المؤمنين وتنفع والبس من الحلق المضاعفة التي * وصى بها صنع الصنائع تبع والهندواني الرقيق فإنه * أمضى على حد الدلاص وأقطع واركب من الخيل السوابق عدة * حصنا حصينا ليس فيه مدفع خندق عليك إذا ضربت محلة * سيان تتبع ظافرا أو تتبع والواد لا تعبره وانزل عنده * بين العدو وبين جيشك يقطع واجعل مناجزة الجيوش عشية * ووراءك الصدق الذي هو أمنع وإذا تضايقت الجيوش بمعرك * ضنك فأطراف الرماح توسع واصدمه أول وهلة لا تكترث * شيئا فاظهار النكول يضعضع واجعل من الطلاع أهل شهامة * للصدق فيهم شيمة لا تخدع لا تسمع الكذاب جاءك مرجفا * لا رأي للكذاب فيما يصنع قوله واصدمه أول وهلة لا تكثرت البيت مخالف لما عليه الناس في أمر الحرب فقد قال عمر لابي عبيد بن مسعود الثقفي لما ولاه حرب فارس والعراق فقال له اسمع وأطع من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأشركهم في الامر ولا تجيبن مسرعا حتى تتبين فإنها الحرب ولا يصلح لها إلا الرجل المكيث الذي يعرف الفرصة والكف وقال له في أخرى إنه لن يمنعني أن أؤمر سليطا إلا سرعته في الحرب
(٢٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 ... » »»