فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٦٠٦
* أيا من جد للآمال ركضا * تأن ففي يد الأجل العنان) * تروقك زهرة الدنيا ومنها * جنى ثمر الردى أنس وجان * * وتخدع لامسا منها بلين * أيؤمن إذ يميس الأفعوان * * بلغت أبا الحسين مدى إليه * لمستبق ومسبوق رهان * * وكنت طالما قد كنت أيضا * تقول عن الألي سبقوك كانوا * * أقول لمن نعاك ولا امتناع * لأحزاني عليم ولا امتنان * * ألا عز القوافي اليوم عمن * بكته البكر منها والعوان * * لها إيطاء حزن بعد حزن * وإكفاء لدمع لا يصان * * وإقواء برفع فوق نعش * وخفض في اللحود له مكان * * وناح النحو بعدك والمعاني * لها مع كل نائحة جنان * * فلا بدل لخل عنك يرجى * ولا عطف لمن عدروا وخانوا * * ولو نزفت بحور الشعر دمعا * وكان على الخليل لها ضمان * * لما وفته لا وأبيه حقا * ولو بسلوكها نظم الجمان * * كفاها ذوقه التقطيع فيما * يجوزه وبأباه الوزان * * ولجج سالكا في كل بحر * غنائمه جواهره الحسان * * فنالت منه فاصلة الرزايا * ودائرة الحمام ولا اعتنان * * فيا أسف البديع على بديع * لكل فنونه منه افتنان * * إذا التفت استطال على جرير * وأخرس من فرزدقه اللسان * * فلا تقسا به سحبان يوما * ولا قسا إذا ذكر البيان * * ولو هرم رآه سلا زهيرا * وكان له عليه ثم شان * * جمال الدين أنت جميل ظن * بربك جل ديانا يدان * * وعفو الله أكثر من ذنوب * لنا وعلى الشفيع لنا الضمان * وكتب أبو الحسين إلى السراج الوراق في يوم نوروز * استعمل العفص بعد الدبغ مقلوبا * لتغتدي طالبا طورا ومطلوبا * * واسكر من الراح وافهم ما أشرت له * فليس يحتاج لا كأسا ولا كوبا * * واحمل على القوم واحلم إن هم حملوا * فأنت ما زلت غلابا ومغلوبا * * لك الجوادان فاركب ما تشاء ودع * ما لا تشاء مع الغلمان مجنونا *
(٦٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 601 602 603 604 605 606 607 608 609 610 611 ... » »»