* قد نزلنا في جواركم * فشكرنا ذلك النزلا * * ثم واجهنا ظباءكم * فلقينا الهول والوهلا * * أضمنتم أمن جيرتكم * ثم ما أمنتم السبلا * * وأردتم غصب أنفسهم * فبثثتم بينها المقلا * * ليتنا خضنا السيوف ولم * نلق تلك الأعين النجلا * * عارضتنا منكم فئة * أحدثت في عهدنا دخلا * * ثعليات جفونكم * وهم لم يعرفوا ثعلا * * أشرعوا الأعطاف ناعمة * حي أشرعنا القنا اذبلا * * واستفزتنا عيونهم * فخلعنا البيض والأسلا * * ورمتنا بالسهام فلم * نر إلا الحلى والحللا * * نصروا بالحسن فانتهبوا * كل قلب بالهوى خذلا * * عطلتني الغيد من جلدي * وأنا حليتها الغزلا * * حملت نفسي على فتن * سمتها صبرا فما احتملا * * ثم قالت سوف نتركها * سلبا للحب أو نفلا * * قلت أما وهي قد علقت * بأمير المؤمنين فلا * ((572 - أبو الحسين الجزار)) يحيى بن عبد العظيم بن يحيى بن محمد بن علي الشيخ جمال الدين أبو الحسين الجزار الأديب المصري ولد سنة ثلاث وستمائة تقريبا وتوفي ثامن عشر شوال سنة تسع وسبعين وستمائة بالفالج وكان بديع المعاني جيد التورية عذب التركيب فصيح الألفاظ حلو النادرة صاحب مجون وزوايد يمدح الملوك والكبار وكان يتزيا بذي الكتاب عاش مرتزقا بالشعر وما هجىء أحد من شعراء زمانه ما هجئ هو ولا ثلب كما ثلب وكان يسمى تعاشير وفيه يقول مجاهد الخياط
(٦٠٢)