ثم أرتج عليه فقال استدعوا من بالباب من الشعراء فدخل عليه جماعة منهم الجماز فقال الرشيد أجيزوا وأنشدهم القسيم فبدر الجماز فقال * وللخليفة بعده * فقال الرشيد زد فقال الجماز * وللمحب إذا ما * حبيبه بات عنده * فقال الرشيد أحسنت لم تعد ما في نفسي وأجازه بعشرة آلف درهم رحمه الله ((554 - الواثق بالله)) هارون بن محمد بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس أمير المؤمنين الواثق بالله بن المعتصم بالله بن الرشيد بن المهدي بن المنصور أمه أم ولد يقال لها قراطيس كان أبيض إلى الصفرة حسن الوجه جميل الطلعة جسيما في عينه اليمنى نكتة بياض مولده يوم الاثنين لعشر بقين من شعبان سنة تسعين ومائة وبويع له بسامرا يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت من ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين وتوفي ب سامرا يوم الثلاثاء لخمس بقين من الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وكانت خلافته خمس سنين وتسعة أشهر وستة أيام وكان كاتبه محمد بن عبد الملك الزيات وحاجبه إيتاخ ومحمد بن حماد بن نقش ثم محمد بن عاصم وكان يقال له المأمون الصغير لشبه أحواله كلها بأحواله وكان أعلم بني العباس بالغناء وله أصوات مشهورة من تلحينه ومن نادر كلامه لشخص كان عاملا له على عمل نقل عنه أنه قال لمن شفع إليه في قصته لو شفع لك النبي ما شفعتك لولا أن في خطأ لفظك إشارة إلى صواب معناك في استعظامك ووضعك رسول في غاية التمثيل لمثلت بك ثم أمر أن يضرب ثمانين سوطا ويعزل ورئى الواثق في
(٥٧٢)