فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٣٥٩
* أمن بعد ما قد برد الشوق غلتي * وزار الكرى أجفان طرفي المسهد * * وهامت بي الصهباء وجدا فكل من * سقاها له طرف إلى رؤيتي صدي * * وأمسيت والكاسات شمسي وأصبحت * عروس حميا الحان تجلى على يدي * * وأضحت ظباء الحي صيد خلاعتي * وإن صدن من أهل النهى كل أصيد * * ذراني وعزمي والدجى ومزاره * فقد أبت العلياء إلا تفردي * * ولا تأيسا من روحه وتأسيا * فكم معرض في اليوم يقبل في غد * * ففي الحي صب باع مهجة نفسه * لجيرة ذاك الحي نقدا بموعد * * هو الحب إما منية أو منية * ودون العلا حد الحسام المهند * * ألم تريا أني وجدت تلذذي * برؤياه عقبى حيرتي وتلددي * * وقد عشت دهرا والزمان يهزني * وتطربني الألحان من كل منشد * * فأغدو وفي ليل الغدائر دائبا * أضل ومن صبح المباسم أهتدي * * ويقسم جسمي كل جفن وتارة * يورد دمعي كل خد مورد * * فطورا أرى في الربع يبدو تولهي * وطورا وراء الظعن يوهى تجلدي * * أحن للمع النار شب ضرامها * بنعمان في ظل الأراك المعمد * * وأصبو متى هبت صباحا جرية * تخبرني عن منجد غير منجدي * * وتخجل أجفاني السحاب بوبلها * متى لاح لي برق ببرقة ثهمد * وقال في غلام جميل الصورة حياه بتفاحة * لله تفاحة وافي بها سكني * فسكنت لهبا في القلب يستعر * * كفرصة المسك وافني الغزال بها * وغره النجم حياني بها القمر * * حمراء في صورة المريخ عاطرة * يزري بنشر الحميا نشرها العطر * * أتى بها قاتلي نحوي فهل أحد * قبلي تمشى إليه الغصن والثمر * وقال أيضا * عسى الطيف بالزوراء منك يزور * فقد نام عنه كاشح وغيور * * وكيف يزور الطيف صبا مسهدا * له النجم بعد الظاعنين سمير * * سروا في ضياء من شموس خدورهم * كأن سراهم في الظلام منير * * ظعائن تغزو الجيش وهي رديفة * عليهن من سمر الرماح ستور * * إذا نزلوا أرضا تولت محولها * وأضحت وفيها روضة وغدير *
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»