فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٣٦٣
إضافة شديدة فقلت في نفسي والله لا مدحت غير الله تعالى فقلت القصيدة السينية التي أولها * يا ناق ما دون الأثيل معرس * جدي فصبحك قد بدا يتنفس * * واستصحبي عزما يبلغك الحمى * لتظل تغبطك الجواري الكنس * قال فجاءت اثنتين وستين بيتا وكان لي عادة أن أنظم القصيدة وأنقحها فيما بعد فعرضت القصيدة فلم أر فيها ما يحذف فنمت ليلتي فلما كان وقت السحر وإذا بالباب يدق فقمت فوجدت قاصدا من مصر ومعه كتاب من الأمير جمال الدين بن يغمور وصحبته صرة ذهب وقال الأمير يسلم عليك وهذه برسم النفقة فعددت الذهب فكان اثنين وستين دينارا أو كما قال رحمه الله تعالى ((462 - شرف الدين بن الوحيد)) محمد بن شريف بن يوسف الكاتب شرف الدين بن الوحيد صاحب الخط الفائق والنظم والنثر كان تام الشكل حسن البزة موصوفا بالشجاعة متكلما بعدة ألسن يضرب المثل بحسن كتابته توفي سنة إحدى عشرة وسبعمائة وقد شاخ سافر إلى العراق واجتمع بياقوت المجود وكان قد اتصل بخدمة بيبرس الجاشنكير وكتب له أجزاء ختمة في سبعة أجزاء بليقة ذهب بقلم الثلث في قطع البغدادي دخل فيها جملة من الذهب أعطاها له الجاشنكير ألف وستمائة دينار أو ألف وأربعمائة دينار دخل الختمة ستمائة دينار وأخذ الباقي فقيل له في ذلك فقال متى يعود آخر مثل هذا يكتب مثل هذه الختمة وزمكها صندل المذهب وهي وقف في جامع الحاكم وكتب السبعة أقلام طبقة وخدم بديوان الإنشاء بالقاهرة ومن نظمه في تفضيل الحشيش
(٣٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 ... » »»