فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٢٤٠
غلام فجلست فقال لها ما أقدمك إلينا فقالت السلام على الأمير والقضاء لحقه والتعرض لمعروفه فقال كيف خلفت قومك قالت في حال خصب وأمن ودعة أما الخصب ففي الأموال والكلأ وأما الأمن فقد أمنهم الله عز وجل وأما الدعة فقد خامرهم من خوفك ما أصلح بينهم ثم قالت ألا أنشدك أيها الأمير قال إذا شئت فقالت * أحجاج لا يفلل سلاحك إنما ال * منايا بكف الله حيث يراها * * إذا هبط الحجاج أرضا مريضة * تتبع أقصى دائها فشفاها * * شفاها من الداء العضال الذي بها * غلام إذا هز القناة سقاها * * سقاها دماء المارقين وعلها * إذا جمحت يوما وخيف أذاها * * أعد لها مصقولة فارسية * بأيدي رجال يحلبون صراها * * أحجاج لا تعط العداة مناهم * أبى الله يعطي للعداة مناها * * ولا كل حلاف تقلد بيعة * بأعظم عهد الله ثم شراها * فأمر وكيله أن يعطيها خمسمائة درهم ويكسوها خمسة أثواب كسا خز وفي خبر آخر أنها وفدت عليه فقال لها أنشديني بعض شعرك في توبة فأنشدته * لعمرك ما بالموت عار على الفتى * إذا لم تصبه في الحياة المعاير * * وما أحد حي وإن عاش سالما * بأخلد ممن غيبته المقابر * * ولا الحي مما أحدث الدهر معتب * ولا الميت إن لم يصبر الحي ناشر * * وكل جديد أو شباب إلى بلى * وكل امرئ يوما إلى الله صائر * * قتيل بني عوف فيا لهفتا له * وما كنت إياهم عليه أحاذر * * ولكنني أخشى عليه قبيلة * لها بدروب الشام باد وحاضر * فقال الحجاج لحاجبه اذهب فاقطع عني لسانها فدعا بالحجام ليقطع لسانها فقالت ويحك إنما قال الأمير اقطع لسانها بالعطاء والصلة فارجع إليه فاستأذنه فرجع إليه فاستأذنه فاستشاط غيظا وهم بقطع لسانه ثم أمر بها فأدخلت عليه فقالت كاد وعهد الله يقطع أيها الأمير مقولي وأنشدته * حجاج أنت الذي ما فوقه أحد * إلا الخليفة والمستعظم الصمد * * حجاج أنت شهاب الحرب إذ نهجت * وأنت للناس نور في الدجى يقد *
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»