فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ١١٢
ومن شعره * ما الزهد أن تمنع الدنيا فترفضها * ولا تزال أخا صوم حليف دعا * * وإنما الزهد أن تحوي البلاد وأرقاب * قاب العباد فتلفى عادلا ورعا * وبينما القادر يمشي ذات ليلة في أسواق بغداد إذ سمع شخصا يقول لآخر قد طالت دولة هذا المشئوم وليس لأحد عنده نصيب فأمر خادما كان معه بالتوكل عليه وأن يحضره بين يديه فما شك أنه يبطش به فسأله عن صنعته فقال إني كنت من السعاة الذين يستعين بهم أرباب هذا المر على معرفة أ؛ وال الناس فمذ ولى أمير المؤمنين أقصانا وأظهر الاستغناء عنا فتعطلت معيشتنا وانكسر جاهنا فقال له أتعرف من في بغداد من السعاة مثلك قال نعم فأحضر كاتبا وكتب أسماءهم وأمر بإحضارهم ثم أجرى لكل واحد منهم معلوما ونفاهم إلى الثغور القاصية ورتبهم هناك عيونا على أعداء الدين ثم التفت إلى من حوله وقال اعلموا أن هؤلاء ركب الله فيهم شرا وملأ صدورهم حقدا على العالم ولا بد لهم من إفراغ ذلك الشر فالأولى أن يكون ذلك في أعداء الدين ولا ننغص بهم المسلمين رحمه الله تعالى 25 أبو جلنك الشاعر أحمد بن أبي بكر شهاب الدين أبو جلنك الحلبي الشاعر المشهور بالعشرة والنوادر كان فيه همة وشجاعة نزل من قلعة حلب للإغارة على التتار فوقع في فرسه سهم فوقع وبقي راجلا فأسروه وأحضر بين يدي مقدم التتار فسأله عن عسكر المسلمين فكثرهم وعظم شأنهم فضرب عنقه سنة سبعمائة يقال إنه دخل الموصل وقصد الطهارة وعلى بابها خادم وعنده أكيال وهو مرصد لمن يدخل يناوله كيل ماء للاستنجاء فدخل أبو جلنك على عادة البلاد ولم يعلم بالأكيال فصاح به ذلك الخادم وقال قف خذ الكيل فقال أنا أخرا جزافا فبلغت الحكاية صاحب الموصل فقال هذا مطبوع
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»