وكان مزاجه قد تغير من إفراطه في الجماع وعدم الحمية بحيث إنه أكل في علته زيتونا وسمكا وشكوا فيموته فتقدم الطبيب وجس نبضه ففتح عينه ورفس الطبيب رماه أذرعا فمات الطبيب ثم مات المعتضد وبويع ابنه المكتفي فكانت ولايته تسع سنين وتسعة أشهر وأياما وهو أحد من ولى الخلافة ولم يكن أبوخ خليفة وهم السفاح والمنصور والمستعين والمعتضد وكان المعتضد حسن الميل إلى آل الرسول صلى الله عليه وسلم وتزوج قطر الندى بنت خمارويه أصدقها ألف درهم ومن شعره * غلب الشوق اصطباري * لتباريح الفراق * * إن جسمي حيث ما سرت * وقلبي بالعراق * * أملك الأرض ولا أملك * دفع الإشتياق * وحكى ابن حمدون النديم أنا لمعتضد كان قد شرط علينا أنا إذا رأينا منه شيئا ننكره نقول له وإن أطلعنا على عيب واجهناه به قال فقلت له يوما يا مولانا في قلبي شيء أردت سؤالك عنه منذ سنين قال ولم تخف قلت اجتاز مولانا ببلاد فارس فتعرض الغلمان للبطيخ الذي كان في تلك الأرض فأمرت بضربهم وحبسهم وكان ذلك كافيا ثم أمرت بصلبهم وكان ذنبهم لا يجوز عليه الصلب فقال أو تحسب أن المصلوبين كانوا أولئك الغلمان وبأي وجه كنت ألقى الله تعالى يوما لقيامة لو صلبتهم لأجل البطيخ وأما أمرت بإخراج قوم من قطاع الطريق كان وجب عليهم القتل وأمرت أن يلبسوا أقبية الغلمان وملابيسهم إقامة للهيبة في قلوب العسكر ليقولوا إذا صلب أخص غلمانه على غضبالبطيخ فكيف يكون على غيره وأمرت بتلثيمهم ليستتر أمرهم على الناس
(١٢٣)