* لكنه صرح الهجران فالتهبت * نار التأسف بالأحشاء تسفعه * * أقول أسلو فتأتيني بدائعه * تترى بكل شفيع ليس أدفعه * * وليلة زارني فيها على عجل * والشوق يحفزه والخوف يفزعه * * وبات مستنطقا أوتار مزهره الفصاح * يتبعها طورا وتتبعه * * إذا لوت كفه الملوي سمعت لها * وقعا يلذ على الأسماع موقعه * * فبت أنظره بدرا وأرشفه * خمرا وأقطفه وردا وأسمعه * * وقام والوجد يبطيه ويعجله * ضوء الصباح وأنفاسي تودعه * قلت أظنه عارض بهذه القصيدة عينية ابن زريق المشهورة التي أولها * * لا تعذليه فإن العذل يولعه * قد قلت حقا ولكن ليس يسمعه * وجيد هذه أكثر من جيد تلك وكانت وفاة ابن الدبيثي بواسط سنة ثمان وخمسين وخمسمائة رحمه الله تعالى 27 المعتمد على الله أ؛ مد بن جعفر أمير المؤمنين المعتمد على الله بن المتوكل بن المعتصم ولد سنة تسع وعشرين ومائتين بسر من رأى كان أسمر رقيقا أعين خفيفا لطيف اللحية جميلا توفي ليلة الاثنين تاسع عشر رجب سنة تسع وسبعين ومائتين ببغداد وحمل فدفن بسامرا وكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة وستة أيام وقيل إنه سم في رؤوس الجداء وقيل بل لف في بساط وشد عليه حتى مات وقيل إن الذين أكلوا معه من الرؤوس ماتوا وكان منهمكا على اللذات فاستولى أخوه الموفق على الأمور وكان يشرب ويعربد على الندماء واستولى بعده ابن أخيه الموفق المعتضد
(١١٦)