فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٦٠٥
مع أن هذا الكلام هو أخف وأهون من قوله في رب العالمين إنه حقيقة الموجودات تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وحدثني فقير صالح أنه صحب فقراء من السبعينية وكانوا يهونون له ترك الصلاة وغير ذلك قال وسمعت عن ابن سبعين أنه فصد يديه وترك الدم يخرج حتى تصفى ومات بمكة في ثامن عشرين شوال سنة ثمان وستين وستمائة وله من العمر خمس وخمسون سنة قال الشيخ صفي الدين الهندي حججت سنة ست وستين وبحثت مع ابن سبعين في الفلسفة فقال لي لا ينبغي لك المقام بمكة فقال له فكيف تقيم أنت بها قال انحصرت القسمة في قعودي بها فإن الملك الظاهر يطلبني بسبب إنتمائي إلى أشراف مكة واليمن صاحبها له في عقيدة ولكن وزيره حشوة يكرهني قال صفي الدين وكان ابن سبعين قد داوى صاحب مكة من مرض كان به فبرى فصارت له عنده مكانة يقال إنه نفي من المغرب بسبب كلمة كفر صدرت عنه وهي قوله لقد تحجر ابن آمنة كما مر في ترجمته ويقال إنه كان يعرف السيمياء والكيمياء وإن أهل مكة كانوا يقولون إنه أنفق فيهم ثمانين ألف دينار وإنه كان لا ينام كل ليلة حتى يكرر على ثلاثين سطرا من كلام غيره فإنه لما خرج من وطنه كان ابن ثلاثين سنة وخرج معه جماعة من الطلبة والأتباع فيهم الشيوخ ولما أبعدوا بعد عشرة أيام أدخلوه الحمام ليزيل وعثاء السفر ودخلوا في خدمته وأحضروا له قيما فأخذ القيم يحك رجليه ويسألهم عن وطنهم لما استغربهم فقالوا له من مرسية قال من البلد الذي
(٦٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 600 601 602 603 604 605 606 607 608 609 610 ... » »»