فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٥٩٤
* ما فيه لو ولا ليت فتنقصه * وإنما أدركته حرفة الأدب * وقال فيه بعض الأدباء * لا يبعد الله عبد الله من ملك * سام إلى المجد والعلياء مذ خلقا * * قد كان زين بني العباس كاهم * بل كان زين بني الدنيا حجا وتقى * * أشعاره زيفت بالشعر أجمعه * فكل شعر سواها بهرج ولقى * قال بعض من كان يخدمه إنه خرج يوما يتنزه ومعه ندماؤه وقصد باب الحديد وبستان الناعورة وكان ذلك آخر أيامه فأخذ خزفة وكتب بالجص * سقيا لظل زماني * وعيشى المحمود * * ولي كليلة وصل * قدام يوم صدود * قال وضرب الدهر ضرباته ثم عدت بعد قتل ابن المعتز فوجدت خطا خفيا وتحته مكتوب * أف لظل زماني * وعيشي المنكود * * فارقت أهلي وإلفي * وصاحبي وودودي * * ومن هويت جفاني * مطاوعا لحسودي * * يا رب موتا وإلا * فراحة من صدود * وكان ابن المعتز حنفي المذهب لقوله من أبيات * فهات عقارا في قميص زجاجة * كياقوتة في درة تتوقد * * وقتني من نار الجحيم بنفسها * وذلك من إحسانها ليس يجحد * وكان سني العقيدة منحرفا عن العلويين ولهذا قال في قصيدته البائية التي أولها * ألا من لعين وتسكابها * تشكي القذى وبكاها بها * منها * نهيت بني رحمي لو وعوا * نصيحة بر بأنسابها * * وراموا قريشا أسود الشرى * وقد نشبت بين أنيابها * * قتلنا أمية في دارها * فكنا أحق بأسلابها *
(٥٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 589 590 591 592 593 594 595 596 597 598 599 ... » »»