* بعثتك مرتادا ففزت بنظرة * وأغفلتني حتى أسأت بك الظنا * * وناجيت من أهوى وكنت مقاربا * فيا ليت شعري عن ذنوبك ما أغنى * * فيا ليتني كنت الرسول وكنتني * فكنت الذي يقصى وكنت الذي أدنى * 239 ابن المعتز عبد الله بن محمد بن جعفر بن محمد بن هارون بن العباس ابن المعتز بن المتوكل بن المعتصم بن الرشيد المهدي بن المنصور الأديب صاحب الشعر البديع والنثر الفائق أخذ الأدب والعربية عن المبرد وثعلب وعن مؤدبه أحمد بن سعيد الدمشقي مولده في شعبان سنة تسع وأربعين ومائتين وتوفي في ربيع الآخر سنة ست وتسعين ومائتين قامت الدولة ووثبوا على المقتدر وأقاموا ابن المعتز فقال بشرط لا يقتل بسببي مسلم ولقبوه بالمترضي بالله وقيل المنصف بالله وقيل الغالب بالله وأقام يوما وليلة ثم أن أصحاب المقتدر تحزبوا واجتمعوا وتحاربوا هم وأعوان ابن المعتز وشتموهم وأعادوا المقتدر إلى دسته وأختفى ابن المعتز في دار ابن الجصاص الجوهري فأخذه المقتدر وسلمه إلى مؤنس الخادم فقتله وسلمه إلى أهله ملفوفا في كساء وقيل أنه مات حتف أنفه وليس بصحيح بل خنقه مؤنس ودفن في خرابه إزاء داره وقصته مشهورة فيها طول وهذه خلاصتها وكان شديد السمرة مسنون الوجه يخضب بالسواد وله من التصانيف كتاب الزهر والرياض كتاب البديع كتاب مكاتبات الإخوان بالشعر كتاب الجوارح والصيد كتاب أشعار الملوك كتاب السرقات كتاب الآداب كتاب حلي الأخيار كتاب طبقات الشعراء كتاب الجامع في الغناء كتاب أرجوزة في ذم الصبوح قال فيه ابن بسام يرثيه * لله درك من ميت بمضيعة * ناهيك في العلم والآداب والحسب *
(٥٩٣)