فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٥١٢
قال ابن بسام في الذخيرة كان في ذلك العصر شيخ الصناعة وأحكم الجماعة سلك إلى الشعر مسلكا سهلا فقالت غرائبه مرحبا وأهلا وكانت صنعة التوشيح التي نهج أهل الأندلس طريقتها ووضحوا حقيقتها غير مرقومة البرود ولا منظومة العقود فأقام عبادة هذا منآدها وقوم ميلها وسنادها فكأنها لم تسمع بالأندلس إلا منه ولا أخذت إلا عنه واشتهر بها اشتهارا غلب على ذاته وذهب بكثير من حسناته وأول من صنع أوزان هذه الموشحات محمد بن محمود القبري الضرير وقيل إن ابن عبد ربه صاحب العقد أول من سبق إلى هذا النوع من الموشحات ثم نشأ يوسف بن هارون الرمادي ثم نشأ عبادة هذا فأحدث التضفير وذلك أنه اعتمد مواضع الوقف في المراكز ومن شعر عبادة المذكور * لا تشكون إذا عثرت * إلى صديقك سوء حالك * * فيريك أنواعا من الإذلال * لم تخطر ببالك * * إياك أن تدري يمينك * ما يدور على شمالك * * واصبر على نوب الزمان * وإن رمت بك في المهالك * * وإلى الذي أغني وأقني * اضرع وسله صلاح حالك * وقال * أجل المدامة فهي خير عروس * تجلو كروب النفس بالتنفيس * * واستغنم اللذات في عهد الصبا * وأوانه لا عطر بعد عروس *
(٥١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 507 508 509 510 511 512 513 514 515 516 517 ... » »»