((حرف العين)) 208 المعتضد عباد عباد بن إسماعيل بن عباد المعتضد أبو عمرو صاحب إشبيلية وابن قاضيها أبو القاسم لما توفي أبوه تولى المعتضد بعده وهو أبو المعتمد وكان شهما صارما وخوطب بأمير المؤمنين دانت له الملوك اتخذ خشبا في قصره جللها برءوس ملوك وأعيان ومقدمين وكان يشبه بأبي جعفر المنصور وكان ابنه ولى عهده إسماعيل قد هم بقبضه فلم يتم له ذلك وضرب أبوه عنقه وطالت أيامه إلى أن توفي شهر رجب سنة أربع وستين وأربعمائة يقال إن ملك الإفرنج سمه في ثياب بعثها إليه قال فيه الحجاري وهذا الرؤوف العطوف الدمث الأخلاق الألوف ما مات حتى قبض أرواح ندمائه وخواصه بيده ولم يكلهم إلى غيره ولم يحوجهم إلى أحد بعده فجزى عنهم بما هو أهله وكان قد عرف منه ذلك واشتهر فصار الأدباء يتحامونه ولما وفد أبو عبد الله ابن شرف القيرواني على الأندلس تطلعت إليه همم ملوكها لبعد صيته فكان ممن استدعاه المعتضد بن عباد وكان ابن شرف قد امتلأت مسامعه من أخباره الشنيعة فجاوبه بقوله * أأنت صيدت غيري صيد طائرة * أوسعتها الحب حتى ضمها القفص * * حسبتني فرصة أخرى ظفرت بها * هيهات ما كل حين تمكن الفرص * * لك الموائد للقصاد مترعة * تروي وتشبع لكن بعدها الغصص * ومن شنيع ما روى عنه أن غلاما دون البلوغ دخل عليه بغير استئذان فقطع
(٥١٠)