يقول سمعت المهدي يقول سمعت المنصور يقول خرجت أريد الشام في أيام مروان بن محمد فصحبني في الطريق رجل ضرير فسألته عن مقصده فقال إني أريد مروان بشعر أمتدحه به فاستنشدته إياه فأنشدني * ليت شعري أفاح رائحة المسك * وما إن إخال بالخيف أنسى * * حين غابت بنو أمية عنه * والبهاليل من بني عبد شمس * * خطباء على المنابر فرسان * عليها وقالة غير خرس * * لا يعابون صامتين وإن قالوا * أصابوا ولم يقولوا بلبس * * بحلوم إذا الحلوم استخفت * ووجوه مثل الدنانير ملس * قال المنصور فوالله ما فرغ من إنشاده حتى توهمت أن العمى أدركني وافترقنا فلما أفضت إلى الخلافة خرجت حاجا فنزلت أمشي بجبلي زرود فبصرت بالأعمى ففرقت من كان حولي ثم دنوت منه وقلت أتعرفني فقال لا فقلت أنا رفيقك وأنت تريد الشام أيام مروان فقال أوه * آمت نساء بين أمية منهم * وبناتهم بمضيعة أيتام * * نامت جدودهم وأسقط نجمهم * والنجم يسقط والجدود تنام * * خلت المنابر والأسرة منهم * فعليهم حتى الممات سلام * فقلت ما كان مروان أعطاك بأبي أنت فقال أغناني أن أسأل أحدا بعده فهممت بقتله فذكرت الاسترسال والصحبة فأمسكت وغاب عن عيني ثم بدا لي فأمرت بطلبه فكأنما الأرض ابتلعته 162 عبد بني الحسحاس سحيم عبد بني الحسحاس ابن هند بن سفيان بن نوفل بن عصاب بن كعب بن سعد بن عمرو بن مالك بن ثعلبة بن مروان بن أسد بن خزيمة يكنى أبا عبد الله وهو زنجي أسود فصيح توفي في حدود الأربعين للهجرة وهو القائل
(٤٣١)