فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٣٣٦
125 أبو العالية الشامي الحسن بن مالك أبو العالية الشامي مولى للعميين وبنو العم قوم من فارس نزلوا البصرة في بني تميم أيام عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وغزوا مع المسلمين فحمدوا بلاءهم وقالوا لهم أنتم وإن لم تكونوا من العرب إخواننا وأهلنا وأنتم الأنصار وبنو العم فلقبوا بذلك ونزل أبو العالية البصرة ثم قدم بغداد فأدب العباس ابن المأمون وكان أديبا شاعرا راوية من أصحاب الأصمعي وكان إذا جالس الأصمعي أو غيره وتكلم معه انتصف منه وزاد عليه ومن شعره * ولو أنني أعطيت من دهري المنى * وما كل من يعطي المنى بمسدد * * لقلت لأيام مضين ألا ارجعي * وقلت لأيام أتين ألا ابعدي * حدث المبرد قال الجماز لأبي العالية كيف أصبحت قال أصبحت على غير ما يحب الله وغير ما أحب أنا وغير ما حب إبليس لأن الله عز وجل يحب أن أطيعه ولا أعصيه ولست كذلك وأنا أحب أن أكون على غاية الجدة والثورة ولست كذلك وإبليس يحب أن أكون منهمكا في المعاصي واللذات ولست كذلك ومن شعره أيضا * أذم بغداد والمقام بها * من بعد ما خبرة وتجريب * * ما عند سكانها لمعتبط * رفد ولا فرجة لمكروب * * قوم مضوا عيدهم مطرزة * بزخرف القول والأكاذيب * * خلوا سبيل العلا لغيرهم * ونازعوا في الفسوق والحوب * * يحتاج راجى النوال عندهم * إلى ثلاث من غير تكذيب * * كنوز قارون أن تكون له * وعمر نوح وصبر أيوب * وكانت وفاته بعد الأربعين والمائتين رحمه الله تعالى وعفا عنه
(٣٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 ... » »»