فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٣٣٢
* خضت الدجنة حتى لاح لي قبس * وبان بان الحمى من ذلك القبس * * فقلت للقوم هذا الربع ربعهم * وقلت للسمع لا تخلو من الحرس * * وقلت للعين غضي عن محاسنه * وقلت للنطق هذا موضع الخرس * وقال الشيخ شمس الدين هو الشيخ الزاهد الكبير أبو علي بن هود المرسى أحد الكبار في التصوف على طريقة الوحدة مولده سنة ثلاث وثلاثين وستمائة بمرسية وكان أبوه نائب السلطنة بها حصل له زهد مفرط وفراغ عن الدنيا وسكرة عن ذاته وغفلة عن نفسه فسافر وترك الحشمة وصحب ابن سبعين واشتغل بالطب والحكمة وزهديات الصوفية وخلط هذا بهذا وحج ودخل اليمن وقدم الشام وكان ذا هيبة ووقار وشيبة وسكون وفنون وتلامذه وزبون وكان على رأسه قبع كشف وعلى جسده دلق كان غارقا في الفكرة عديم اللذة متواصل الأحزان فيه انقباض عن الناس وحمل مرة إلي وإلى البلد وهو سكران أخذوه من حارة اليهود فأحسن الوالي به الظن وأطلقه وقال سقاه اليهود خبثا منهم ليغضوا عنه بذلك وكان قد نالهم منه أذى وأسلم على يده جماعة منهم سعيد وبركات وكان يحب الكوارع المغمومة فدعوه إلى بيت واحد منهم وقدموا له ذلك فأكل ثم غاب ذهولا على عادته فأحضروا الخمر فلم ينكر حضورها فأداروها ثم ناولوه منها قدحا فاستعمله تشبها بهم فلم اسكر أخرجوه على تلك الحال وبلغ الخبر الوالي فركب وحضر إليه وأردفه خلفه وبقى الناس خلفه يتعجبون من أمره وهو يقول لهم بعد كل فترة أي وأيش قد جرى ابن هود يشرب العقار يعقد القاف كافا في كلامه وكان يشتغل اليهود عليه في كتاب الدلالة وهو مصنف في أصول دينهم للريس موسى قال الشيخ شمس الدين قال شيخنا عماد الدين الواسطي أتيت إليه وقلت له أريد أن تسلكني فقال من أي الطرق من الموسوية أو العيسوية أو المحمدية
(٣٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 ... » »»