فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٢٠١
* فيوم منك خير من رجال * كثير حولهم نعم وشاء * * فبورك في بنيك وفي بنيهم * وإن كثروا ونحن لك الفداء * وبلغ الشعر عبد الملك فقال عرض بنا الخبيث في شعره وحكى أبو اليقظان قال دخل أسماء بن خارجة على عبد الملك بن مروان فقال له بم سدت الناس فقال هو من غيري أحسن فقال له بلغني عنك خصال شريفة وأنا أعزم عليك إلا ذكرت بعضها فقال أما إذ عزمت علي فنعم فقال عبد الملك هذه أولها فقال أسماء ما سألني أحد حاجة إلا ورأيت له الفضل علي ولا دعوت أحدا إلى طعام إلا ورأيت له المنة علي ولا جلس إلي رجل إلا ورأيت له الفضل علي ولا قصدني أحد في حاجة إلا وبالغت في قضائها ولا شتمت أحدا قط لأنه إنما يشتمني أحد رجلين إما كريم فكانت منه هفوة فأنا أحق بعفوها وإما لئيم فأصون عرضي منه فقال له عبد الملك حق لك أن تكون سديا شريفا وقال الكلبي خرج أسماء في أيام الربيع إلى ظاهر الكوفة فنزل في رياض معشبة وهناك رجل من بني عبس نازل فلما رآي قباب أسماء وخيامه قوض خيامه ليرحل فقال له أسماء ما شأنك فقال لي كلب هو أحب إلي من ولدي وأخاف أن يؤذيكم فيقتله بعض غلمانكم فقال له أسماء أقم وأنا ضامن كلبك ثم قال لغلمانه إذا رأيتم كلبه قد ولغ في قدوري وقصاعي فلا تهيجوه وأقام على ذلك مدة ثم ارتح لأسماء ونزل في الروضة رجل من بني أسد وجاء الكلب على عادته فضربه الأسدي فقتله فجاء العبسي إلى أسماء فقال له أنت قتلت كلبي قال له وكيف قال عودته عادة ذهب يرومها من غيرك فقتل فأمر له بمائة ناقة دية الكلب ولما أراد أسماء أن يهدي ابنته إلى زوجها قال لها يا بنية كوني لزوجك أمة يكن لك عبدا ولا تدنى منه فيملك ولا تتباعد يعنه فيتغير عليك وكوني له كما قلت لأمك * خذي العفو من يتستديمي مودتي * ولا تنطقي في سورتي حين أغضب *
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»