الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٩ - الصفحة ٧٨
وأوصل الملثمين أنهم قوم من حمير بن سبأ وهم أصحاب خيل وإبل وشاء يسكنون الصحارى الجنوبية وينتقلون من ماء إلى ماء كالعرب وبيوتهم الشعر والوبر فأول من جمعهم وحرضهم على القتال عبد الله بن ياسين الفقيه وقتل في حرب جرت مع برغواطة وقام مقامه أبو بكر بن عمر الصنهاجي الصحراوي ومات في حرب السودان ويوسف بن تاشفين هو الذي سمى أصحابه الملثمين لأنهم يتلثمون ولا يكشفون وجوههم وذلك سنة لهم يتوارثونها خلفا عن سلف وسبب ذلك على ما قيل أن حمير كانت تتلثم لشدة الحر والبرد يفعله الخواص منهم فكثر ذلك فيهم حتى فعله عوامهم وقيل إن سبب ذلك هو أن قوما من أعدائهم كانوا يقصدون غفلتهم إذا غابوا عن بيوتهم فيطرقون الحي ويأخذون المال والحريم فأشار عليهم بعض مشايخهم أن يبعثوا النساء في زي الرجال إلى ناحية ويقعدوا في البيوت في زي النساء فإذا أتاهم العدو وظنوا أنهم النساء يخرجون عليهم ففعلوا ذلك وثاروا عليهم بالسيوف فقتلوهم فلزموا اللثام تبركا بما حصل لهم من الظفر بالعدو وقال عز الدين بن الأثير رحمه الله تعالى سبب اللثام أن طائفة من لمتونة خرجوا مغيرين على عدوهم فخالفهم العدو إلى بيوتهم ولم يكن بها إلا المشايخ والصبيان والنساء فلما تحقق المشائخ أنهم العدو أمروا النساء أن يلبس ثياب الرجال ويتلثمن ويضيقن اللثام حتى لا يعرفن ويحملن السلاح ففعلن ذلك وتقدم الصبيان والمشائخ أمامهن واستدار النساء بالبيوت فلما أشرف العدو ورأى جمعا عظيما فظنه رجالا وقالوا عند حريمهم يقاتلون عنهن قتال الموت والرأي أن نسوق النعم ونمضي فإن القوم اتبعونا قاتلناهم خارجا عن حريمهم فبينا هم في جمع النعم من المراعي إذا أقبل رجال الحي فبقي العدو بينهم وبين النساء فقتلوا من العدو وأكثروا وكان من قبل النساء أكثر فمن ذلك الوقت جعلوا اللثام سنة يلازمونه ولا يعرف الشيخ من الشاب ولا يزيلونه ليلا ولا نهارا ومما قيل في اللثام (من الكامل) * قوم لهم درك العلى في حمير * وإن انتموا صنهاجة فهم هم * * لما حووا إحراز كل فضيلة * غلب الحياء عليهم فتلثموا * 65 - كمال الدين الأسنائي ابن الأستاذ الشافعي يوسف بن جعفر بن حيدرة بن حسان الأسنائي كمال الدين الشافعي قرأ على الشيخ بهاء الدين القفطي وكان كريما
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»