الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٧ - الصفحة ١٣٩
عينك في شعرك ولا سيما في قولك * ولقد جرت منها الدما * ء كأنني منها طعين * وفي قولك * ويقول دمعك لم يدع بصرا * أسمعت قط لعاشق ببصر * وفي قولك * وإن بكيت فنكب عن مجاورتي * واحذر وإياك من طوفان أجفاني * ويعوذ المملوك بالله من فأل الشعر فوحيات مولانا لقد جرت من أجفان المملوك دموع تكون كالطوفان بالنسبة إلى الإنسان ولقد فاضت إلى أن كادت مياهها تغرقه ونيرانها تحرقهولقد شرقت به مما تشرقه ولقد ضاق بها منزله إلى أن قال ما قاله الشاعر * بكى الناس أطلال الديار وليتني * وجدت ديارا للدموع السواكب * ولقد ندب مقلته وبكاها وتوجع لها ورثاها وقال لها ما قاله ذلك المتأخر المحسن * يا عين والعاشقون قد عشقوا * ولا كما ضاع جفنك الغرق * * تحظى بطيف الكرى والعيون وما * طيفك إلا الدموع والأرق * وهي دموع لو تقاسمها العشاق الذين نزحت دموعهم ويبست عيونهم وجفت جفونهم لكانت تكفيهم وتفضل عنهم وتفيض من أيديهم ويقضون بها حقوق الغياب ويروون بها ديار الأحباب ولكان القائل * وما متعوني بالبكاء عليهم * ولكن تولوا بالدموع وبالصبر * قد تمتع بأحد مطلبيه ووجد الأيام قد ردت عليه أحد غائبيه ولو أدركها القائل أرأيت عينا للبكاء تعار لقال المملوك له نعم هذه عين خذها عارية وأقبلها هدية وأما القائل * أفنيتم دمعي مقيمين * يا لهفي بما أبكيكم ظاعنين * فلو وجدها لوجد ما يبكي به عليهم أقاموا أو ظعنوا وأساءوا أو أحسنوا على أنها والله ما هي) من الدموع التي تنفس من الخناق ولا تخفف عن الآماق ولا يرغب في مثلها العشاق ولا هي كما قيل حزن محلول على الخدين ولا ثقل موضوع عن العين بل دموع تزيد الكرب ولا تزيله وتعقد الهم ولا تحيله وتقتل الأهداب بتدبيقها وتقييد الأجفان بتلثيقها وتغلظ
(١٣٩)
مفاتيح البحث: الحزن (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»