الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٧ - الصفحة ١٤٤
* جاء الغرام وهذا الحسن في قرن * والغيث يهمي ونور الدين في طلق * وقال * باتت معانقتي ولكن في الكرى * أترى درى ذاك الرقيب بما جرى * * ونعم درى لما رأى في بردتي * ردعا وشم من الثياب العنبرا * * طيف تخطى الهول حتى يشتري * بيت الحشا وقد اشترى وقد اجترا * * ما زار إلا في نهار جبينه * فأقول سار ولا أقول له سرى * * بأبي وأمي من حلمت بذكرها * لما انتبهت ومذ رقدت تفسرا * * علقتها بيضاء سمراء اللمى * أسمعت في الدنيا بأبيض أسمرا * * ومن العجائب أن ماء رضابها * حلو ويخرج حين تبسم جوهرا * * إني لأعشقها وما أبصرتها * فالشمس يمنع نورها أن تبصرا * * أيروعني في كل وقت نهدها * فغذا اعتنقنا خفت أن يتكسرا * * أشكو إليها رقتي لترق لي * فتقول تطمع بي وأنت كما ترى * * وإذا بكيت دما تقول شمت بي * يوم النوى فصبغت دمعك أحمرا * * من شاء يمنحها الغرام فدونه * هذي خلائقها بتخيير الشرا * * يا من لها من الحس عبلة عبدة * رقي علي فليس قلبي عنترا * * غادرتني والصبر مشدود الوكا * وغدرت بي والدمع محلول العرا) * (وجعلت قلبي بالهموم مزملا * إذ كان طرفك بالفتور مدثرا * * وفتحت أبواب السهاد لناظري * وجعلت ليلي بالهموم مسمرا * * فمتى أقول جوانحي بك قد هدت * ومدامعي رجعت عليك إلى ورا * وقال * يا ليلة الوصل بل ليلة العمر * أحسنت إلا إلى المشتاق في القصر * * يا ليت زيد بحكم الوصل فيك له * ما طول الهجر من أيامه الأخر * * أوليت نجمك لم تعقل ركائبه * أوليت صبحك لم يقدم من السفر * * أو ليت لم يصف فيك الشرق من عبس * فذلك الصفو عندي غاية الكدر * * أو ليت كلا من الشرقين ما ابتسما * أوليت كلا من النسرين لم يطر * * أو ليت كنت كما قد قال بعضهم * ليل الضرير فصبحي غير منتظر * * أو ليت حط على الأفلاك قاطبة * همي عليك فلم تنهض ولم تسر *
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»