* سفرت فأبدت بدر تم طالعا * لك في ليال للغدائر جون * * وبكت فأبقت في عقيق خدودها * آثار لؤلؤ دمعها المكنون * وقال) * سرت وجبين الجو بالطل يرشح * وثوب الغوادي بالبروق موشح * * فقابلت من أسماطها الزهر تجتلى * وقبلت من أمراطها الزهر ينفح * * بحيث الربى تخضل والدوح ينثني * ودمع الحيا ينهل والطير تصدح * * وفي طي أبراد النسيم خميلة * بأعطافها نور المنى يتفتح * * تضاحك في مسرى العواطف عارضا * مدامعه في وجنة الروض تسفح * * وتورى به كف الضيا زند بارق * شرارته في فحمة الليل تقدح * * تفرس منه البدر في متن أشقر * يلاعب عطفيه النسيم فيرمح * * على حين أوراق الصبا الغض نضرة * وورق التصابي بالصبابة تفصح * وقال * سافر إذا حاولت قدرا * سار الهلال فصار بدرا * * والماء يكسب ما جرى * طيبا ويخبث ما استقرا * * وبنقلة الدرر النفي * سة بدلت بالبحر نحرا * * وصلا إذا امتدت يدا * ك فإن هما حلتا فهجرا * * فالبدر أنفق نوره * لما بدا ثم استسرا * * زد رفعة إن قيل أت * رب وانخفض إن قيل أثرى * * فالغضن يدنو ما اكتسى * ثمرا ويسمو ما تعرى * * حركات عيسك إن أرد * ت مهاد عيشك أن تقرا * * فالمهد أسكن للصغي * ر بحيث جاء به ومرا * وقال * بعينه سكري لا بكأس عقاره * رشا صاد آساد الشرى بنفاره * * فيا حبذا خمر الفتور يديرها * على ورد خديه وآس عذاره * * سقاني فلما أن تملكني الهوى * ثنى معطفيه عن صريع خماره * * فللبدر ما يبديه فوق لثامه * وللغصن ما يخفيه تحت إزاره * * تضيء بروق البيض دون اجتلائه * وتهوي نجوم السمر دون اهتصاره *
(١٦)