* هب النسيم وهب الريم فاشتركا * في نكهة من نسيم الروضة العبق * * واسترقصتني كاسترقاص حاملها * مخضرة الورق في مخضرة الورق * * وبت بالكاس أغنى الناس كلهم * فالخمر من عسجد والماء من ورق * * كم وردت وجنات الصرف في قدح * فتحت بالمزج ما تعلوه من حدق * * يسعى بها رشأ عيناه مذ رمقت * لم يبق في ولا فيها سوى الرمق * * حبابها وأحاديثي ومبسمه * ثلاثة كلها من لؤلؤ نسق * * حتى إذا أخذت منا بسورتها * مآخذ النوم من أجفان ذي أرق * * ركبت فيه بحارا من عجائبها * أني سلمت وما أدري من الغرق * * ولم أزل في ارتشافي منه ريق فم * أطفأت في برده مشبوبة الحرق * * يا ساكن القلب عما قد رميت به * من ساكن القلب مع ما فيه من قلق * * لا تعجبن لكل الجسم كيف مضى * وإنما أعجب لبعض الجسم كيف بقي * * لم استرق بمنامي وصل طيفهم * فما له صار مقطوعا على السرق * * ولا اجتلى الطرف برقا من مباسمهم * فما له مثل صوب العارض الغدق * * في الهند قد قيل أسياف الحديد ولو * لا هند ما قيل أسياف من الحدق * * نسيت ما تحت تفتير الجفون أما * خلوقة الجفن إثر الصارم الدلق * * وبت بالجزع في أثرهم جزعا * إن جرد البرق إيماضا على البرق * * في نار وجدي معنى تلهبه * وفي فؤادي ما فيه من الولق * وقال * لا أشرب الراح إلا * ما بين شاد وشادن * * وإن فنيت فعندي * إلى معاد معادن * * قم يا نديمي فأنصت * والليل داج لداجن * * غنى وناح فنزع * ت ثوب خاش مخاشن * * طاوع على العزف والقص * ف كل حاس وحاسن) * (وانهض بطيشك عن سح * ت ذي وقار وقارن * * أثور من ذي ومن ذا * في كل غاب وغابن * * وإن رمتني الليالي * يوما بداه اداهن *
(١٩)