الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٧ - الصفحة ١٤
* فالجو في مسكية الغيم أنبري * والأرض في موشية الأزهار * * والغانيات تميس في أرجائها * مختالة ميس القنا الخطار * * من كل سافكة بسيف فتورها * عمدا وما لقتيلها من ثار * * كالبدر في بعد المنال وفي السنا * والريم في كحل وفرط نفار * * ومهفهف عبث الصبا بقوامه * عبث الصبا بمعاطف الأشجار * * وسنان ما جالت قداح جماله * إلا ثنى قلبي من الأعشار * * عاطيته راحا إلى الشمس انتمت * بزجاجة تنمي لضوء نهار * * والليل من جوزائه وهلال * يختال بين قلادة وسوار * وقال) * هذا اللوى لا حط منه لواء * يرتادني عنه هوى وهواء * * فاحلل عقود الدمع في عقداته * إن جرعتك غرامك الجرعاء * * والعب بعطفك كالقضيب فإنما * أهدت بوارحها لك البرحاء * * لم يبق من آثار أنجم غيده * إلا الدموع فإنها أنواء * * جعلوا الحماة حماءهم وترحلوا * فبحيثما حلوا ظبي وظباء * * وتكنسوا قصب الوشيج وتفعل * السمراء ما لا تفعل السمراء * * هذي المنازل كالمنازل فاسألوا * عن بدرها فلقد دجت ظلماء * * ذم الفراق وما علقت بذمة * من سلوة فمتى يذم لقاء * * لله ذاك العيش إذ لا بيننا * بين ولا عاداتنا عدواء * * فالجو صاف والموارد عذبة * والروض نضر والنسيم رخاء * * ولقد نزعت عن الغرام فشاقني * أرج نماه مندل وكباء * * هبت صبا نجد وهب لي الصبى * فتلاقت الأهواء والأهواء * * ماذا على العذال إن خلع الهوى * عذري وعذري غادة عذراء * * بل كيف يحس بي الهوى ومحله * دون الحضيض ودوني الجوزاء * * يا حبذا ري الكئيب من الظما * لا حبذا أروى ولا ظمياء * * هو منكب العزم الذي لو أنه * ريح لقالوا إنها نكباء * * ولدي فكر إن تبلج نوره * شهد الذكاء بأن ذاك ذكاء * * ألقى القريض له مقالد أمره * فاختار وهو المانع الأباء * * كم بيت شعر قد علا ببنائه * بيت دعائم سمكه العلياء *
(١٤)
مفاتيح البحث: الشهادة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»