الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٧ - الصفحة ١٣
* فاعكف على خلس اللذات مغتنما * فالدر في حربه تلوين حرباء * وقال * شق الصباح غلالة الظلماء * وانحل عقد كوكب الجوزاء * * وتكللت تيجان أزهار الربى * بغرائب من لؤلؤ الأنداء * * وجرى النسيم فجر فضل ردائه * متحرشا بمساقط الأنواء * * وعلا الحمام على منابر أيكة * يبدي فصاحة ألسن الخطباء * * ودعا وقد رق الهواء منمق الس * ربال طابت زهرة الصهباء * * لو لم يكن ملك الطيور لما انثنى * بالتاج يمشي مشية الخلفاء * * فاشرب معتقة الطلا صرفا على * رقص الغصون ورنة المكاء * * من كف وطفاء الجفون كأنما * يسعى بنار أضرمت في ماء * * في سحر مقلتها وخمرة ريقها * دائي الذي حملته ودوائي) * (يا قاتل الله العيون فإنها * شرك العقول وآفة الأعضاء * * يا هذه مهلا فلو أنني * لا أنثني عن ذمة ووفاء * * لبلغت ما أرجو بحد مهند * ذرب وعامل صعدة سمراء * * وطرقت دارك باللوى في معشر * أخذوا شجاعتهم عن الآباء * * وأبحت يا أسماء معسول اللمى * لهم وورد الوجنة الحمراء * * لكن ركنت إلى السلو ولم أقل * أعزز علي بفرقة الخلطاء * وقال * أنسيم برق أم شيم عرار * أورى بجانحتيه زند أوار * * أم هز معطفه الغرام فمزقت * أيدي الصبابة عنه ثوب وقار * * أم باكرته يد الهوى بمدامة * صرف فبات لها صريع خمار * * بل هز عطفيه لنوح حمامة * هتفت ودمع غمامة مدرار * * وعليل نفحة روضة مطلولة * باحت بما ضمت من الأسرار * * ما استنشقت منها المعاطف بلة * إلا انثنت في القلب جذوة نار * * حيث الغصون تميس في كثبانها * طريا لسجع ملاحن الأطيار * * عبثت بها أيدي الصبا فتمايلت * فكأنما شربت بكأس عقار * * ووتكللت تيجان أزهار الربى * بفرائد من لؤلؤ الأمطار *
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»