الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢١ - الصفحة ٦٧
على إصلاح ذلك مع الضرورة والحاجة وقع إحسانا إلى أهلها الذين قابلوهما بالمنع عن الضيافة وكانت البلاغة متعلقة بلفظه الأهل التي هي الحاملة على الإعراض ظاهرا فأطلعه الخضر عليه السلام بأن الجدار إنما كان ليتيمين من أهلها واليتيم محل الرحمة وليس محلا لأن يطلب منه أجرة إما لعجزه لفقره وهو الظاهر أو لأنه لا يجوز تصرفه في ماله ولهذا قال رحمة من ربك ولم يكن لأهلها الذين أبوا أن يضيفونا والله سبحانه وتعالى أعلم قلت جواب الشيخ نجم الدين رحمه الله تعالى في غاية الحسن وهو كلام عارف بهذا الفن جار على القواعد والذي قاله الشيخ جمال الدين ابن الحاجب رحمه الله تعالى في الجواب عن ذلك ملخصه أنه إنما أعاد اللفظ بلفظ الظاهر لأمرين أحدهما أن استطعم صفة ل قرية فلو قال استطعماها لكان مجازا إذ القرية لا تستطعم فلا بد من ذكر الضمير ولا يمكن ذكره وهو مضاف إليه إلا بذكر المضاف ولا يمكن ذكر المضاف مضمرا فتعين ذكره مظهرا ولا يرد عليه أن استطعما جواب ل إذا لا صفة ل قرية لأنا نقول لقوله في القصة الأخرى حتى إذا لقيا غلاما فقتله فقال ها هنا جواب إذا متعين ولا يستقيم أن يكون فقتله جوابه إذ الماضي الواقع في جواب إذا لا يكون بالفاء فتعين فيه قال والظاهر أن الجواب في القصة الأخرى هكذا لأنها في مساق واحد الثاني أن الأهل لو أضمر لكان مدلوله مدلول الأول ومعلوم أنه جمع الأهل ألا ترى أنك إذا قلت أتيت أهل قرية كذا إنما تعني وصلت إليهم فلا خصوصية لبعضهم والاستطعام في العادة إنما يكون لمن يلي النازل بهم وهم بعضهم فوجب أن يقال استطعما أهلها لئلا يفهم أنهم استطعموا جميع الأهل وليس كذلك وقد أجابني عن هذا السؤال أيضا مولانا قاضي القضاة تقي الدين أبو الحسن علي السبكي أمتعنا الله بفوائده بجواب طويل نظم ونثر وقد كتبته بخطي وقرأته عليه وهو مثبت في التذكرة المجاهد صاحب اليمن) علي بن داود بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول السلطان الملك المجاهد أبو يحيى سيف الإسلام ابن الملك المؤيد هزبر الدين ابن الملك المظفر ابن الملك المنصور نور الدين هو صاحب اليمن قد تقدم ذكر والده داود وسيأتي
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»