) إن زرزورا ووزة زودا داود زادا وحللته مع قلة ما يستدل به فيه وأما الذين سمعت عليهم الأحاديث النبوية على قائلها أفضل الصلاة والسلام فالشيخ برهان الدين ابن الدرجي وكان معمرا سمعت أجزاء كثيرة عليه فيما حول سنة ثمانين وست مائة وقاضي القضاة جمال الدين المالكي سمعت منه موطأ مالك رحمه الله تعالى والشيخ نجم الدين الشقراوي الحنبلي وغيرهم ممن لم يحضرني اسمه الآن وسمعت مختصر الرعاية للمحاسبي على قاضي القضاة شرف الدين ابن البارزي قاضي حماه حين قدم إلى دمشق قاصدا الحج وأما الرواية فإني لم أسمح لأحد بأن يروي عني مسموعاتي لصعوبة ما شرطه أصحابنا في الضبط بالحفظ من حين سمع إلى حين روى وأن الكتب التي سمعتها لم تكن محفوظة عندي فضلا عن حفظ ما سمعته وأما ما صنفته من الكتب فإني رغبت عن ذلك لمواخذتي للمصنفين فكرهت أن أجعل نفسي غرضا لمن يأخذ علي غير أني جمعت منسكا للحج أفردت فيه أنواع الجنايات ومع كل نوع ما يجب من الجزاء على من وقع فيه ليكون أسهل في الكشف ومعرفته وكان ذلك بسؤال امرأة صالحة لا أعلم في زماننا أعبد منها وانتفع بحسن القصد فيه وبركتها خلق كثير وأما ما سمحت به القريحة الجامدة والفكرة الخامدة فمن ذلك ما كتبت به إلى عماد الدين بن مزهر وقد كان يجتمع معنا في ليالي الشتاء عند بعض الأصحاب فلما مات عمه تزوج جاريته وانقطع عنا فقلت من الخفيف * إن يكن خصك الزمان بخود * ذات قد لدن وخد أسيل * * فلقد فزت بالسعادة والرح * ب وفارقتنا بوجه جميل * وقلت متذكرا لزيارة الكعبة وزيارة سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة والسلام من البسيط * يا ربة الستر هل لي نحو مغناك * من عودة أجتلي فيها محياك * * أم هل سبيل إلى لقياك ثانية * لمغرم ما مناه غير لقياك * * له نوازع شوق بات يضرمها * بين الجوانح والأحشاء ذكراك * * لم ننس طيب لياليك التي سلفت * وكيف ينساك صب بات يهواك * * يا ربة الخال كم قد طل فيك دم * فما أجل بعرض البيد قتلاك * * أسرت بالحسن ألباب الأنام فما * أعز في ذل ذاك الأسر أسراك) * (ماذا عساها ترى تنأى الديار بنا * لو كنت في مسقط الشعرى لجئناك *
(٦٢)