الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢١ - الصفحة ١٦٧
* فرآهم متفرقين على المدى * في كل فن واحد قد أدركه * * فأتى به من بعدهم فأتى بما * جاؤوا به جمعا فكان الفذلكه * وتصانيفه تشهد لي بما ادعيت وتؤيد ما أتيت به ورويت فدونك وإياها ورشف كؤوس حمياها وتناول نجومها إن وصلت إلى ثرياها ولد أول يوم من صفر سنة ثلاث وثمانين وست مائة وقرأ القرآن العظيم بالسبع واشتغل بالتفسير والحديث والفقه والأصولين والنحو والمنطق والخلاف العميدي والفرائض وشئ من الجبر والمقابلة ونظر في الحكمة وشئ من الهندسة والهيئة وشئ يسير من الطب وتلقى كل ما أخذه من ذلك عن أكثر أهله ممن أدركه من العلماء الأفاضل فمن مشاهير شيوخه في القراءات تقي الدين الصائغ وفي التفسير علم الدين العراقي وفي الحديث الحافظ شرف الدين الدمياطي وبه تخرج في الحديث وأخذ باقي العلوم عن جماعة غيرهم فالفقه أخذه عن الإمام نجم الدين ابن الرفعة والأصول أخذها عن علاء الدين الباجي والنحو عن العلامة أثير الدين أبي حيان وغير ذلك عن غيرهم ورحل في طلب الحديث إلى الإسكندرية والشام فمن مشاهير أشياخه في الرواية ابن الصواف وابن جماعة والدمياطي وابن القيم وابن عبد المنعم وزينب هؤلاء بمصر والإسكندرية والذين بالشام ابن الموازيني وابن مشرف والمطعم وغيرهم والذين بالحجاز رضي الدين إمام المقام وغيره وصنف كثيرا إلى الغاية من ذلك الدر النظيم في تفسير القرآن العظيم عمل منه مجلدين ونصفا وتكملة المجموع في شرح المهذب ولم يكمل والابتهاج في شرح المنهاج في الفقه بلغ فيه يؤمئذ والتحقيق في مسألة التعليق ردا على العلامة تقي الدين ابن تيمية في الطلاق وكان الناس قد عملوا عليه ردودا ووقف عليها فما أثنى على شيء منها غير هذا وقال هذا رد فقيه وكتاب شفاء السقام في زيارة خير الأنام ردا عليه أيضا في إنكاره سفر الزيارة وقرأته عليه بالقاهرة سنة سبع) وثلاثين وسبع مائة من أوله إلى آخره وكتبت عليه طبقة جاء مما فيها نظما من المتقارب * لقول ابن تيمية زخرف * أتى في زيارة خير الأنام * * فجاءت نفوس الورى تشتكي * إلى خير حبر وأزكى إمام * * فصنف هذا وداواهم * فكان يقينا شفاء السقام *
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»