الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٧ - الصفحة ١٢٢
مجاهد ما رأيت أحدا قط مثل ابن عباس لقد مات يوم مات وإنه لحبر هذه الأمة وكان يسمى البحر لكثرة علومه وعن عبيد الله بن عبد الله قال كان ابن عباس قد فات الناس بخصال بعلم ما سبق وفقه ما احتيج إليه وحلم ونسب ونائل ولا رأيت أحدا أعلم بما سبقه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بقضاء أبي بكر وعمرو وعثمان ولا أعلم بشعر منه وتوفي سنة ثمان وستين للهجرة وروى له الجماعة أخرجه عبد الله ابن الزبير إلى الطائف وبها توفي وهو ابن سبعين سنة وقيل ابن إحدى وسبعين سنة وصلى عليه محمد بن الحنفية وكبر عليه أربعا وقال اليوم مات رباني هذه الأمة وضرب على قبره فسطاطا روي من وجوه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم علمه الحكمة وتأويل القرآن ففي بعض الروايات اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل وفي حديث اللهم بارك فيه وانشر منه واجعله من عبادك الصالحين وفي حديث اللهم زده علما وفقها قال ابن عبد البر وهي كلها أحاديث صحاح وكان عمر رضي الله عنه يحبه ويدنيه ويقربه ويشاوره مع جلة الصحابة وكان عمر يقول ابن عباس فتى الكهول له لسان سئول وقلب عقول وقال طاووس أدركت نحو خمسمائة من الصحابة إذا ذاكروا ابن عباس فخالفوه لم يزل يقررهم حتى ينتهوا إلى قوله وقال يزيد بن الأصم خرج معاوية حاجا معه ابن عباس وكان لمعاوية موكب ولابن عباس موكب ممن يطلب العلم وقال عبد الله بن يزيد الهلالي من الطويل * ونحن ولدنا الفضل والحبر بعده * عنيت أبا العباس ذا الفضل والندى * وفيه يقول حسان بن ثابت من الطويل * إذا ما ابن عباس بدا لك وجهه * رأيت له في كل أحواله فضلا) * (إذا قال لم يترك مقالا لقائل * بمنتظمات لا ترى بينها فضلا * * كفى وشفى ما في النفوس فلم يدع * لذي إربة في القول جدا ولا هزلا *
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»