فقال أني لك هذا قالت أخذته عبد الله بن عباس قال فغناه الرشيد فقال ممن يقول هذا الصوت قال يقوله بعض مواليك قال من من موالي يحسن مثل هذا ولا أعرفه قال فخفت الفضل ولم أجد من إعلام الرشيد بدا فعرفته أمره فقال للفضل أحضرني ابن ابنك وعرفه الخبر فقال وولائك يا أمير المؤمنين ما علمت بشيء من هذا إلا في ساعتي هذه فانصرف ودعاني وقال بلغ من أمرك أن تجترئ علي حتى تصنع الغناء ويغنيه المغنون للخليفة وأنا لا أعلم بشيء من أمرك فجعلت أعتذر إليه وسألته أن يمتحن أدبي في كل باب أمر ان أودب فيه فأمرني ان أغنيه بعض ما أروي وقال إنما أكره أن تلهج بالغناء وتقصر فيه فنفتضح قال فغنيته صوتا فقبل رأسي وضمني إليه ثم صار بي إلى الرشيد فغنيته فأمر لي بعشرة آلاف دينار فقبضها الفضل وقال له الرشيد إشتر له بها ضيغة فما زلت من ندماء الرشيد وأنا غلام ما اتصل عارضاي وبقي عبد الله إلى أيام المتوكل وكان قد حلف أن لا يغني إلا خليفة أو ولي عهد واصطبح ثلاثين سنة اصطباحا دائما لا يقطعه ومن شعره وتلحينه من الطويل * صباحي صبوحي قد ظمئت إلى الكاس * وتقت إلى النسرين والورد والآس * * فلا طلعت شمس على غير لذة * صبوحي جديد فاسقياني من الرأس * منه أيضا من الطويل * ألا قل لمن بالجانبين بأنني * مريض عداني عن زيارتهم ما بي * * ولو بهم بعض الذي بي لزرتهم * وحاشاهم من طول ضري وأوصابي * أمين الدين ابن شقير عبد الله بن عبد الأحد بن عبد الله بن سلامة بن خليفة القاضي أمين الدين بن شقير الحراني كان من خير الناس وأجودهم من أكابر بيوت حران أقام بدمشق وطلب إلى مصر وصودر في الدولة الظاهرية ووكله بعض الأمراء المصريين بالشام واقتصر على وكالة الأمير علاء الدين طيبرس الوزيري وأقام يتحدث لورثته إلى آخر وقت وكان فيه مروءة لمن يقصده وتوفي رحمه الله سنة ثمان وسبعمائة ونقل إلى القدس ودفن به النحوي) عبد الله بن عبد الأعلى هو أحد أصحاب أبي علي الفارسي
(١٢٤)