الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٧ - الصفحة ١١٧
حتى أجاز به كله وكان ثلاثة آلاف ألف دينار أو نحوها وقبل نزله أتاه معلى الطائي وقد أعلموه لما صنع عبد الله بالناس في الجوائز وكان عليه واجدا فوقف بين يديه تحت المنبر فقال أصلح الله الأمير أنا معلى الطائي ما كان منك من جفاء وغلظ فلا يغلظ علي قلبك ولا يستخفنك ما بلغك أنا الذي أقول من البسيط * يا أعظم الناس عفوا عند مقدرة * وأظلم الناس عند الجود والمال * * لو يصبح النيل يجري ماؤه ذهبا * لما أشرت إلى خزن بمثقال * * تعني بما فيه رق الحمد تملكه * وليس شيء أعاض الحمد بالغالي * * تفك باليسر كف العسر من زمن * إذا استطال على قوم بإقلال * * لم تخل كفك من جود لمختبط * أو مرهف قاتل من رأس قتال * * وما بثثت رعيل الخيل في بلد * إلا عصفن بأرزاق وآجال * * هل في سبيل إلى أذن فقد ظمئت * نفسي إليك فما تروى على حال * * إن كنت منك على حال مننت به * فإن شكرك من حمد لي بالي * * ما زلت مقتضيا لولا مجاهرة * من ألسن خضن في بشري بأقوال * فضحك عبد الله وسر بها وقال يا أبا السمراء بالله أقرضني عشرة آلاف دينار فما أمسيت أملكها فأقرضه إياها فدفعها إلى معلى الطائي ومن كلامه سمن الكيس ونيل الذكر لا يجتمعان في موضع واحد وتنقل في الاعمال الجليلة ولما وصل إلى مصر وقف على بابها وقال أخزى الله فرعون ملك مثل هذه القرية فقال أنا ربكم الأعلى ما كان أخبثه وأدنى همته والله لا دخلتها وكان جوادا ممدحا وفد عليه دعبل الخزاعي فوصل إليه منه ثلاث مائة ألف درهم وقيل إنه وقع مرة على رقاع فبلغ ذلك ألفي ألف درهم وسبعمائة ألف درهم وحكاياته في الجود كثيرة بالغة وفيه يقول بعض الشعراء وهو بمصر من الطويل * يقول أناس إن مصرا بعيدة * وما بعدت يوما وفيها ابن طاهر) * (وأبعد من مصر رجال تراهم * بحضرتنا معروفهم غير حاضر * * عن الخير موتى ما تبالي أزرتهم * على طمع أم زرت أهل المقابر * وذكر الوزير ابن المغربي في كتاب أدب الخواص أن البطيخ العبدلاوي الموجود بالديار المصرية منسوب إلى عبد الله المذكور وتأدب عبد الله في صغره وقرأ العلم والفقه سمع من وكيع ويحيى بن الضريس وعبد الله المأمون ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة وتوفي سنة ثلاثين ومائتين وقيل سنة ثمان وعشرين
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»