على الدوادارية مديدة ثم وصل إلى دمشق في حادي عشرين شعبان سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة وأقام بها بطالا ومرض مدة ثم توفي رحمه الله في ثاني العيد سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة وكان شكلا حسنا يكتب كتابه مليحة منسوبة ((طشتمر)) 3 (حمص أخضر نائب حلب)) طشتمر الأمير سيف الدين الساقي المعروف بحمص أخضر لأنه كان يأكله كثيرا فسماه خوشداشوه بذلك كان من أكبر مماليك السلطان الملك الناصر من طبقة أرغون الدوادار أراد إمساكه السلطان مرة فأمسكه وامسك معه قطلوبغا الفخري وكان يدعوه أخاه وأنا شاك في إمساك الفخري في هذه المرة فوقف الحرافيش للسلطان ودخل خوشداشيتهم على السلطان فأفرج عنهما وعلم أنه لا قبل له بهما ثم إنه لما أمسك الأمير سيف الدين أرغون ثم جهزه نائب حلب أمسكهما وكان الأمير سيف الدين تنكز تلك الأيام بالقاهرة فشفع فيهما فأفرج عنهما وقال له يا أمير هذا المجنون يعني الفخري خذه معك إلى الشام وهذا العاقل يعني طشتمر دعه عندي فخرج تنكز بالفخري وأقام طشتمر بالقاهرة وهو مستوحش الباطن خائف فلما توجه السلطان إلى الحجاز سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة كان أحد الأربعة الذين تركهم بالقلعة وكان الأمير سيف الدين طشتمر المذكور فيد مبدأ أمره بعد حضور السلطان من الكرك في غاية من رفعة القدر والمحبة عند مخدومه ولما مرض تلك الأيام مدة طول فيها احضر له الأمير علاء الدين الطنبغا نائب حلب وجعله في خدمته فقال يا خوند بشرط أن لا يدخل إليه أحد من خوشداشيته فقال له ما يمتنعون عنه فقال آخذه وأسافر به فرسم بذلك فتوجه إلى الصعيد ومنعه الخبز وغيره إلى أن قويت معدته على الهضم ولما تمكن من العافية دخل به معافى طيبا فشفع فيه عند السلطان وأخذ له إمرة مائة ثم شفع له وأخذ له الحجوبية ولما توفي سودي نائب حلب باس طشتمر الأرض وطلب له نيابة حلب فرسم له بها وكان القاضي كريم الدين الكبير يتولى له بنفسه عمارة إسطبله والدار التي له والربع الذي إلى جانبهما في حدرة البقر لا جرم أن تلك البوابة لم يكن بالقاهرة أحسن منها ثم إن السلطان رسم له بالتوجه إلى نيابة صفد في سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة وذلك أنه تقدم أمر السلطان إلى الأمير بدر الدين ابن خطير الحاجب بأنه لا يدع الأمراء أن يخرجوا بعد السماط وهذه العادة في إمساك من يمسك فامتثل ذلك وسقط في أيدي الأمراء أجمعين
(٢٥١)