الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٦ - الصفحة ٢٥٥
((طغان)) 3 (صاحب نيسابور)) طغان شاه ابن الملك المؤيد أي أبه وكنيته أبو بكر ملك نيسابور بعد قتل والده وكان منهمكا على اللذات معاقرا للخمر توفي سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة ((طغاي)) 3 (سيف الدين طغاي الأمير الكبير)) طغاي الأمير سيف الدين الناصري لم يكن عنده أحد في محله ولا في رتبته يقال إنه من مماليك حسام الدين لاجين المنصور ولذلك كان الاتفاق بينه وبين الأمير سيف الدين تنكز ولما أمسك الأمير سيف الدين طغاي آخى السلطان بين تنكز وبين بكتمر الساقي وقال له هذا يكون بدل طغاي وكان طغاي يعرف بالكبير وكان له مهابة في قلوب الخاصكية وكان السلطان يكون يمزح مع مماليكه وهم معه في بسط وانشراح حتى يقال جاء طغاي فحينئذ ينجمع السلطان ويحتشم ويصف الناس في مراتبهم وكان يضع يده في حياصة الأمير ويخرج به من بين يدي السلطان ويضربه مائتي عصا وأكثر والسلطان يسمع ضربه وما ينكر من ذلك شيئا ولما مرض السلطان تلك المرضة التي أشفى فيها على الموت طلب كل واحد من المقربين إليه من الخاصكية وقال له فيما بينه وبينه يكون نظرك على أولادي وحريمي ومماليكي فأنت الذي يتم لك ذلك الأمر فكل منهم تنصل وبكى وقال هذا أمر لا يكون أبدا ولا أوافق عليه والله تعالى يجعلنا كلنا فداء مولانا السلطان ولم ير من أحد منهم إقبالا على ما أشار إليه فلما مثل ذلك لطغاي رأى منه إقبالا وشم من أنفاسه الميل إلى الملك وتوقع السلطنة فأكمن ذلك في باطنه له وحلق السلطان شعره في تلك المرضة فحلق الخاصكية) كلهم شعورهم واستمر ذلك سنة لهم إلى اليوم إلا طغاي فإنه ما حلق فزاد ذلك في حنق السلطان عليه وأخرجه إلى صفد نائبا نحضر إليها وأقام بها مدة شهرين وكان الأمير سيف الدين تنكز يجهز إليه كل يوم والثاني ستة بغال فاكهة وحلوى وكذلك الصاحب شمس الدين ما أخلا بذلك مدة مقامه وحضر إليه يوما بريدي من دمشق وعلى يده كتاب من الأمير سيف الدين تنكز على العادة فيما كان يكتب به إلى النواب بالشام في مهمات الدولة فلما رأى الكتاب رمى البريدي وضربه مائتي عصا وقال أنا إلى الآن ما برد خدي من فخذ السلطان صر
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»