بينهما ما ذكر في ترجمة سنقر الأشقر وحلف له ووفى له وبنى مدرسة بالقاهرة وله وقف على الأسرى وكان مليح الشكل ولم يتكهل ولما تسلطن الأشرف استبقاه أياما حتى رتب أموره واستقل بالملك وقبض عليه وبسط عليه العذاب إلى أن أتلفه بالعذاب وصبر صبرا جميلا قيل إنه عصر على أصداغه حتى خرجت عيناه ولم يتأوه ولم يسمع منه إلا قوله ما دام هذا تدبيرك والله لا طالت لك مدة ثم إنه مات رحمه الله سنة تسع وثمانين وستمائة وكان بينه ومبين الشجاعي منافسات عظيمة وإحن قديمة فقيل إن الأشرف سلمه إليه ليعذبه ولما مات حمل إلى زاوية الشيخ عمر السعودي وكفنوه ودفن بظاهر الزاوية قال قطب الدين كان فيه بذاذة وشح لكنه كان معدوم النظير وخلف من العين ألف ألف وستمائة ألف دينار ومن الكلوتات الزركش والحوائص الذهب والفضة والأواني والأسلحة والمتاجر والخيول والغلمان والأملاك ما لا يحصى فاستولى الأشرف على الجميع وكان والده قد قال له هذا طرنطاي لا تمسكه ولا تتعرض له بأذى أبدا وهذا لاجين لا تمسكه وإن أمسكته لا تبقه فخالف والده في الاثنين 3 (البشمقدار)) طرنطاي الأمير حسام الدين البشمقدار حضر هو والأمير سيف الدين تنكز والحاج أرقطاي إلى دمشق المحروسة على البريد لما حضر تنكز نائب الشام وصار الأمير حسام الدين حاجبا ولم يزل معظما عند تنكز إلى سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة فتغير ما بينهما وتأكدت الوحشة وزالت الألفة وعزل من الوظيفة ولم يكن بدمشق في آخر وقت أحسن حالا منه في سكنه ودائرته ومماليكه وإقطاعه وأملاكه وحواصله ولم يزل كذلك حتى حضر الأمي علاء) الدين الطنبغا الحاجب لنيابة دمشق وكان عنده أثيرا وتوجه والعسكر إلى حلب في نوبة طشتمر وكان هو المشير المدبر وتنكر له الفخري فلما هزم الطنبغا رتبه الفخري في نيابة حمص ثم إن السلطان الملك الصالح رسم في أول سلطنته بنيابة غزة فتوجه إليها وأقام بها نائبا سنة أو أزيد بقليل ثم طلب إلى الديار المصرية فتوجه إليها في شعبان سنة اربع وأربعين وسبعمائة ورسم له أن يكون أمير حاجب ولما توفي الأمير علم الدين الجاولي أعطي إقطاعه وكان إقطاعا كبيرا فأقام بالديار المصرية حاجبا كبيرا وكان منجمعا لا يدرى به إلى أن توفي الملك الصالح إسماعيل فأخرج على البريد إلى الشام نائبا بحمص عوضا عن الأمير سيف الدين إيان الساقي ووصل إلى دمشق وتوجه إلى حمص على البريد ثم ورد المرسوم بأن يرد إلى دمشق ليقيم بها نائبا ويتوجه الأمير سيف الدين قطلقتمر الخليلي الحاجب بدمشق نائبا إلى حمص فرد الأمير حسام الدين طرنطاي من منزلة القسطل أو برج العطش وأقام بدمشق أميرا مدة يسيرة ثم لما أمسك الأمير سيف الملك نائب صفد
(٢٤٧)