الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٥ - الصفحة ٢٧١
سنة تسع وتسعين وخمس مائة رحمه الله تعاى ودفن بداره بدمشق وهي المدرسة المعروفة بالفلكية بحارة الافتريس داخل باب الفراديس ووقف عليها قرية الجمان 3 (الشريف الكحال)) سليمان بن قال ابن أبي أصيبعة هو السيد برهان الدين أبو الفضل أصله من مصر وانتقل إلى الشام شريف الأعراق لطيف الأخلاق حلو الشمائل مجموع الفضائل كان عالما بصناعة الكحل وافر المعرفة والفضل متقنا للعلوم الأدبية بارعا في فنون العربية متميزا في النظم والنشر متقدما في علم الشعر وخدم بالكحل السلطان الناصر صلاح الدين) الناصر يوسف بن أيوب وكان له منه الجامكية السنية والمنزلة العلية والإنعام العام والفضل التام ولم يزل مستمرا في خدمته متقدما في دولته إلى أن توفي رحمه الله تعالى وللقاضي الفاضل فيه على سبيل المجون من الكامل * رجل توكل لي وكحلني * ففجعت في عيني وفي عيني * وقال فيه أيضا من الكامل * عادي بني العباس حتى إنه * سلب السواد من العيون بكحله * وكان أبو فضل الكحال قد أهدى إلى شرف الدين ابن عنين وهو بالديار المصرية خروفا فوجده هزيلا فكتب ابن عنين إليه من الطويل * أبو الفضل وابن الفضل أنت وأهله * وعير بديع أن يكون لك الفضل * * أتتني أياديك التي لا أعدها * بطرفة ما وافي لها قبلها مثل * * أتاني خروف ما شككت بأنه * حليف هوى قد شفه الهجر والعذر * * إذا قام في شمس الظهيرة خلته * خيالا سرى في ظلمة ما له ظل * * فناشدته ما تشتهي قال قتة * وقاسمته ما شفه قال لي الأكل * * فأحضرتها خضراء مجاجة الثرى * مسلمة ما حص أوراقها النفل * * فظل يراعيها بعين ضعيفة * وينشدها والدمع في العين منهل * * أتت وحياض الموت بيني وبينها * وجادت بوصل حين لا ينفع الوصل * 3 (الصحابي)) سليمان رجل من الصحابة سكن الشام حديثه عند عروة بن رويم عن شيخ من جرش عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إنكم ستجدون أجنادا وتكون لكم
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»