الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٥ - الصفحة ٢٦٩
عبيد الله بن طاهر من الطويل * أبى دهرنا إسعافنا في نفوسنا * وأسعفنا فيمن نجل ونكرم * * فقلنا له نعماك فيهم أتمها * ودع أمرنا إن المهم المقدم * * من الناس إنسانان ديني عليهما * مليان لو شاء لقد قضياني * * خليلي أما أم عمرو فإنها * وإما عن الأخرى فلا تسلاني * وتوفي سليمان مقبوضا عليه سنة اثنتين وسبعين ومائتين وقال الطبري توفي في حبس الموفق طلحة وكان سليمان بن وهب وهو حدث بتعشق إبراهيم بن سوار بن ميمون وكان أحسن الناس وجها وكان إبراهيم يتعشق مغنية يقال لها رخاص فاجتمعوا يوما فسكر إبراهيم ونام فرأت سليمان يقبل إبراهيم فلما انتبه لامته وقالت كيف أصفو لك وقد رأيت دليل تبدل فيك فهجر سليمان فكتب سليمان إليه من المجتث) * قل للذي ليس لي من * جوى هواه خلاص * * وسر ذاك أناسا * لهم علينا اختراص * * ووازرتهم وشاة * على عذاب جراص * * فهاك فاقتص مني * إن الجروح قصاص * قال سليمان بن وهب كنت قد نشأت بالحضرة وتصرفت في خدمة الخلفاء فلما تقلدت مصر صرت إليها وواليها محمد بن خالد الصريفيني وكان في غاية العفاف والنزاهة فقبضت عليه لما وصلن إلى مصر وحبسته وقيدته وكان بلغني أن عنده ستين بغلا من بغال مصر المنتخبة فطالبته بإهدائها إلي فلم يعترف لي بها وكان أكثر أهل مصر يميلون إليه لحسن سيرته فاجتهدت في الكشف عليه والتتبع فلم أقف على خيانة ولا ارتفاق فأقام في حبسي مدة ثم إن أخاه أحمد بن خالد الصريفيني أصلح حاله في الحضرة وكان متمكنا منها وأخذ العمل لأخيه محمد كما كان وأنفذ الكتب إليه وسبق بها كل خبر وبعث محمد الصريفيني إلي عند ذلك يقول يا هذا قد طال حبسي وكشفت علي فلم تجد لي خيانة وأشتهي أن تحضرني مجلسك وتسمع حجتي وتزيل السفراء بيني وبينك على أن نتفق على مصادرة فطمعت به وقدرت في نفسي الإيقاع به فأمرت بإحضاره فلما دخل رأيت من كثرة شعره ووسخه وتأذيه بالجبة الصوف والقيد ما غمني فأجلسته بحضرتي وقلت اذكر ما تريد فقال خلوة فصرفت الناس فأخرج إلي كتاب بالصرف وقال هذا كتاب بعض إخوانك فاقرأه فلما قرأته وددت أن أمي لم تلدني وعرفت من فرقي إلى قدمي وأظلمت الدنيا في عيني
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 ... » »»