الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٥ - الصفحة ٢٤٩
صاحت أحسنت والله يا رجل فتفضل وأعد ففعل وشرب رطلا وانصرف وكان مولاها يعرف الخبر فتغافل عنها لموضعها من قبله 3 (معين الدين البرواناه)) سليمان بن علي الصاحب معين الدين البرواناه كان أبوه مهذب الدين علي بن محمد أعجميا سكن الروم وكان يقرأ القرآن ويعلم أولاد مستوفي الروم ثم إنه ناب عنه ثم ولي موضعه في أيام السلطان علاء الدين وظهرت كفايته فاستوزره ثم) وزر لولده غياث الدين إلى أن مات سنة اثنتين وأربعين ورتب علاء الدين بعده في وزارته ولده هذا فعظم أمره إلى أن استولى على ممالك الروم وصانع التتار وعمرت البلاد به وكاتب الملك الظاهر ثم نقم عليه أبغا ونسبه إلى أنه هو الذي جسر الظاهر على دخول الروم وحصل ما وقع من قتل أعيان المغل فبكت الخواتين وشقت الثياب بين يدي أبغا وقالوا البرواناه هو الذي قتل رجالنا ولا بد من قتله فقتله وكان من دهاة العالم وشجعانهم له إقدام على الأهوال وخبرة بجمع الأموال قطعت أربعته وهو خي وألقي في مرجل وسلق وأكل المغل لحمه من غيظهم وفتلوا معه الروم خلائق وذلك سنة سبعين وست مائة 3 (عفيف الدين التلمساني)) سليمان بن علي بن عبد الله بن علي بن ياتينن بياء آخر الحروف وبعد الألف تاء ثالثة الحروف مكسورة وياء أخرى ساكنة ونونين الثانية مشددة الشيخ الأديب البارع عفيف الدين التلمساني كان كوفي الأصل وكان يدعي العرفان ويتكلم في ذلك على اصطلاح القوم قال قطب الدين رأيت جماعة ينسبونه إلى رقة الدين والميل إلى مذهب النصيرية وكان حسن العشرة كريم الأخلاق له حرمة ووجاهة وخدم في عدة جهات بدمشق قال الشيخ شمس الدين خدم في جهات المكس وغيرها كتب عنه بعض الطلبة وكان يتهم بالخمر والفسق والقيادة وحاصل الأمر أنه من غلاة الاتحادية وذكره شمس الدين الجزري في تأريخه وما كأنه عرف حقيقة حاله وقال عمل أربعين خلوة في الروم يخرج من واحدة ويدخل في أخرى قال الشيخ شمس الدين هذا الكلام فيه مجازفة ظاهرة فإن مجموع ذلك ألف وست مائة يوم قال وله في كل علم تصنميف وقد شرح الأسماء الحسنى وشرح مقامات النفري وحكى بعضهم قال طلعت إليه يوم قبض فقلت له كيف حالك قال بخير من عرف الله كيف يجافه والله منذ عرفته ما خفته وأنا
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»