الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٥ - الصفحة ٢٤٨
قصائده وهي غاية المقصود والمطرب الذي يقال فيه هذا سليمان وقد أوتي مزمارا من مزامير داود والحافظ الذي يعرب إنشاده والفصيح الذي يعلو به النظم إن شاده لو سمعه الصرصري لعلم أنه فيما يورده من كلامه متبصر وتحقق أن السامعين له إذا بكوا وخشعوا غرانيق ماء تحت باز مصرصر كم حرك سواكن القلوب بلفظه البديع وأجرت عبارته العبرات من بحر السريع وجعل المحافل رياضا لأنه أبو الربيع فليؤذن أذانا إذا سمعه الركب أقام وقالوا هذا المؤذن الذي هو للناس كلهم إمام والله يرزقنا شفاعة من يجلو علينا مدائحه ويفيض علينا في الدنيا والآخرة منائحه بمنة وكرمه إن شاء الله تعالى)) 3 (عم السفاح)) سليمان بن علي بن عبد الله عباس أبو أيوب ويقال أبو محمد الهاشمي أحد أعمام السفاح والمنصور حدث عن أبيه وعكرمة وروى عنه ابناه محمد وجعفر وابن أخيه عبد الملك بن صالح بن علي ويقال عبد الله والأصمعي وغيرهم وولي الموسم في خلافة السفاح وولي البصرة له وللمنصور ولد سنة اثنتين وثمانين وتوفي سنة اثنتين وأربعين ومائة وقيل سنة إحدى وأربعين ومائة وسليمان وصالح ابنا علي هما لأم ولد وكان سليمان كريما جوادا مر برجل يسأله قد تحمل عشر ديات فأمر له بها كلها وكان يعتق في كل موسم عشية عرفة مائة نسمة وبلغت صلاته في الموسم وقريش والأنصاري وسائر الناس خمسة ألاف ألف 3 (سليمان بن علي المعروف بابن القصار ذكره جحظة في أخبار الطنبوريين وثلبة في نفسه)) وأخلاقه ومدح صنعته في الغناء قال أبو الفرج في كتاب الأغاني أخبرني ذكاء وجه الرزة قال كنا نجتمع مع جماعة من الطنبوريين ونشاهدهم في دور الملوك وبحضرة السلطان فما شاهدت أفضل من المشدود وعمر والوادي وابن القصار وقالت قمرية البكتمرية كانت ستي التي ربتني مغنية شجية الصوت حسنة الغناء وكانت تعشق ابن القصار وكانت علامة مصيرة إليها أن يجتاز في دجلة وهو يغني فإن قدرت على لقائه أوصلته إليها وإلا مضى فاجتاز بنا في ليلة مقمرة وهو يغني من الرمل * أنا في يمنى يديها * وهي في يسرى يديه * * إن هذا القضاء * فيه جور يا أخيه * ويغني في آخره ويلي ويلي يا أبيه وكانت ستي بين يدي مولاها فما ملكت نفسها أن
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»