الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٣ - الصفحة ٢٥٤
وقال أيضا من الوافر * جزيتم أيها الأمراء خيرا * على إتقانكم هذي البنية * * فلا تخشوا على الميدان شيئا * سوى سيل العطايا الأشرفيه * فاتفق أن السلطان حضر بعد ذلك وأنفق في العساكر في الميدان فقال بيتين أذكرهما في ترجمة الأمير علم الدين سنجر الشجاعي وقال أيضا في عمارة الميدان من الكامل * لئن ادعى ميداننا شرفا إلى * شرفيه لم ينسب إلى الإسراف * * أو ما ترى الأمراء في تعميره * أضحوا فعول مجارف وقفاف * ولما فتح الملك الأشرف عكا امتدحه القاضي شهاب الدين محمود بقصيدته البائية المشهورة وهي من البسيط * الحمد لله زالت دولة الصلب * وعز بالترك دين المصطفى العربي * * هذا الذي كانت الآمال لو طلبت * رؤياه في النوم لاستحيت من الطلب * * ما بعد عكا وقد هدت قواعدها * في البحر للشرك عند البر من أرب * * عقيلة ذهبت أيدي الخطوب بها * دهرا وشدت عليها كف مغتصب * * لم يبق من بعدها للكفر مذ خربت * في البر والبحر ما ينجي سوى الهرب * * كانت تخيلنا آمالنا فنرى * أن التفكر فيها غاية العجب * * أم الحروب فكم قد أنشأت فتنا * شاب الوليد بها هولا ولم تشب * * سوران برا وبحرا حول ساحتها * دارا وأدناهما أنأى من القطب * * خرقاء أمنع سوريها وأحصنها * غلب الرجال وأقواها على النوب * * مصفح بصفاح حولها أكم * من الرماح وأبراج من اليلب * * مثل الغمائم تهدي من صواعقها * بالنبل أضعاف ما تهدي من السحب * * كأنما كل برج حوله فلك * من المجانيق يرمي الأرض بالشهب * * ففاجأتها جنود الله يقدمها * غضبان لله لا للملك والنشب) * (ليث أبى أن يرد الوجه عن أمم * يدعون رب العلى سبحانه بأب * * كم رامها ورماها قبله ملك * جم الجيوش فلم يظفر ولم تجب * * لم يلهه ملكه بل في أوائله * نال الذي لم ينله الناس في الحقب * * لم ترض همته إلا الذي قعدت * للعجز عنه ملوك العجم والعرب * * فأصبحت وهي في بحرين ماثلة * ما بين مضطرم نارا ومضطرب *
(٢٥٤)
مفاتيح البحث: الغلّ (1)، النوم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»