الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٣ - الصفحة ٢٥٦
* كم قد دعت وهي في أسر العدى زمنا * صيد الملوك فلم تسمع ولم تجب * * أتيتها يا صلاح الدين معتقدا * بأن داعي صلاح الدين لن يخب * * أسلت فيها كما سالت دماؤهم * من قبل إحرازها بحرا من الذهب * * أدركت ثأر صلاح الدين إذ غصبت * منه لسر طواه الله في اللقب * * وجئتها بجيوش كالسيول على * أمثالها بين آجام من القضب * * وحطتها بالمجانيق التي وقفت * إزاء جدرانها في جحفل لجب * * مرفوعة نصبوا أضعافها فغدا * للكسر والحطم منها كل منتصب * * ورضتها بنقوب ذللت شمما * منها وأبدت محياها بلا تعب * * وغنت البيض في الأعناق فارتقصت * أبراجها لعبا منهن باللعب * * وخلقت بالدم الأسوار فانفغمت * طيبا ولولا دماء الخبث لم تطب * * وأبرزت كل خود كاعب نثرت * رؤوسهم حين زفوها بلا طرب * * باتت وقد جاورتنا ناشزا وغدت * طوع الهوى في يدي جيرانها الجنب * * بل أحرزتهم ولكن للسيوف لكي * لا يلتجي أحد منهم إلى الهرب * * وجالت النار في أرجائها وعلت * فأطفأت ما بصدر الدين من كرب * * أضحت أبا لهب تلك البروج وقد * كانت بتعليقها حمالة الحطب * * وأفلت البحر منهم من يخبر من * يلقاه من قومه بالويل والحرب * * وتمت النعمة العظمى وقد كملت * بفتح صور بلا حصر ولا نصب * * أختان في أن كلا منهما جمعت * صليبة الكفر لا أختان في النسب * * لما رأت أختها بالأمس قد خربت * كان الخراب لها أعدى من الجرب * * الله أعطاك ملك البحر إذ جمعت * لك السعادة ملك البر والعرب * * من كان مبدأه عكا وصور معا * فالصين أدنى إلى كفيه من حلب) * (علا بك الملك حتى أن قبته * على البرايا غدت ممدودة الطنب * * فلا برحت قرير العين مبتهجا * بكل فتح مبين المنح مرتقب * 3 (الشيخ صلاح الدين العلائي الشافعي)) خليل بن كيكلدي الشيخ الإمام العلامة
(٢٥٦)
مفاتيح البحث: الصيد (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»