الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٣ - الصفحة ٢٥٥
* جيش من الترك ترك الحرب عندهم * عار وراحتهم ضرب من الضرب * خاضوا إليها الردى والبحر فاشتبه الأمران واختلفا في الحال والسبب * تسنموها فلم يترك تسنمهم * في ذلك الأفق برجا غير منقلب * * تسلموها فلم تخل الرقاب بها * من فتك منتقم أو كف منتهب * * أتوا حماها فلم يمنع وقد وثبوا * عنها مجانيقهم شيئا ولم تثب * * يا يوم عكا لقد أنسيت ما سبقت * به الفتوح وما قد خط في الكتب * * لم يبلغ النطق حد الشكر منك فما * عسى يقوم به ذو الشعر والخطب * * كانت تمني بك الأيام مبعدة * فالحمد لله نلنا ذاك عن كثب * * أغضبت عباد عيسى إذ أبدتهم * لله أي رضى في ذلك الغضب * * وأطلع الله جيش النصر فابتدرت * طلائع الفتح بين السمر والقضب * * وأشرف المصطفى الهادي البشير على * ما أسلف الأشرف السلطان من قرب * * فقر عينا بهذا الفتح وابتهجت * بفتحه الكعبة الغراء في الحجب * * وسار في الأرض سير الريح سمعته * فالبر في طرب والبحر في حرب * * وخاضت البيض في بحر الدماء وما * أبدت من البيض إلا ساق مختضب * * وغاص زرق القنا في زرق أعينهم * كنها شطن تهوي إلى قلب * * توقدت وهي غرقى في دمائهم * فزادها الطفح منها شدة اللهب * * أجرت إلى البحر بحرا من دمائهم * فراح كالراح إذ غرقاه كالحبب * * وذاب من حرها عنهم حديدهم * فقيدتهم به ذعرا يد الرهب * * تحكمت وسطت فيهم قواضبها * قتلا وعفت لحاويها عن السلب * * كم أبرزت بطلا كالطود قد بطلت * حواسه فغدا كالمنزل الخرب) * (كأنه وسنان الرمح يطلبه * برج هوى ووراه كوكب الذنب * * بشراك يا ملك الدنيا لقد شرفت * بك الممالك واستعلت على الرتب * * ما بعد عكا وقد لانت عريكتها * لديك شيء تلاقيه على تعب * * فانهض إلى الأرض فالدنيا بأجمعها * مدت إليك فواصلها بلا نصب *
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»