الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٣ - الصفحة ٢٥٣
البوصيري رأى في منامه قبل الحركة إلى عكا في شوال سنة تسع وثمانين وست مائة وقال ذلك لجماعة شهدوا بصحة ذلك وكأن قائلا ينشد من مخلع البسيط * قد أخذ المسلمون عكا * وأشبعوا الكافرين صكا * * وساق سلطاننا إليهم * خيلا تدك الجبال دكا * * وأقسم الترك منذ سارت * لا تركوا للفرنج ملكا * وقال فيه ابن دانيال لما فتح عكا من الخفيف * ما رأى الناس مثل ملكك ملكا * ملأ الخافقين للحرب تركا * وجيوشا لو صادمت جبل الشرك لدكته بالسنابك دكا منها قد رأينا وأنت أنت صلاح الدين ما كان عن سميك يحكى صدت صيدا قنصا وصور وعثليث وبيروت بعد فتح عكا وله فيه أمداح كثيرة من ذلك من قصيدة مدحه بها لما عمر الإيوان الذي بالقلعة وقد زخرفه وعلى قبته من البسيط * وقبة هي للأفلاك عاشرة * ودونها في علو الشان كيوان * * كأنها العالم العلوي تحرسها * الأملاك لم يدن منها ثم شيطان * * علت فأفلاكها الأفلاك في شرف * وتبرها الشهب والأركان أركان * * وأنت يا أشرف الأملاك شمس علا * سما بها وعلى ظني سليمان * * وتحت دهليزك الزاهي بزركشه * من كلما تتمنى النفس ألوان * * والجيش بالقبق المنصور قد ولعوا * بكل طايشة والقوس مرنان * * كأنما العرض يوم العرض إذ عرضوا * عليه صفا وللإعطاء ميزان * وكان مغرى بالهدم لأنه هدم أماكن وفيه يقول علاء الدين الوداعي لما أمر بهدم الأماكن التي تجاور الميدان بدمشق ووزع عمارته على الأمراء ومن خطه نقلت من السريع * إن أمر السلطان في جلق * بهدم ما ضايق ميدانه * * فإنه قد غار لما رأى * غير بيوت الله جيرانه *) وقال أيضا من الوافر * أرى الأمراء قد جدوا وجادوا * وشدوا في بنائهم وشادوا * * وهم متسابقون ولا عجيب * ففي الميدان تستبق الجياد *
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»