الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٣ - الصفحة ٢٤٩
الشامي إلى الديار المصرية أيام الناصر أحمد فلما رآه السلطان أمره بالمقام في القاهرة وأعطاه طبلخاناه فأقام بها وكان ممن يتردد إلى الحجازي فلما أن قتل الحجازي لحقه شواظ من ناره ثم إنه أخرج إلى الشام في أوائل سنة تسع وأربعين وسبع مائة وهو من أحسن الأشكال وأجمل الوجوه لم ينبت بوجهه شعر وله بين عينيه خال حسن في مكان البلج 3 (الأمير ابن البرجمي)) خليل ابن البرجمي الأمير حسان الدين أعرفه وهو يتحدث في نيابة ديوان الأمير سيف الدين بشتاك بالشام ثم إنه تحدث في ديوان الكامل قبل أن يلي الملك ولما ولي الكامل الملك طلبه إلى مصر ورسم له بطبلخاناه وشد الدواوين بالشام وخلع عليه وجهزه إلى الشام ومعه علاء الدين بن الحراني ناظر النظار بالشام فباشر ذلك لم يزل على حاله مدة ولاية الكامل ولما خلع الكامل أخذت الطبلخاناة من الأمير حسام الدين المذكور واستمر بطالا إلى أن كتب له بعشرة الأمير بدر لدين صدقة ابن الحاج بيدمر في أيام الأمير سيف الدين أرغون شاه فلما حضر منشوره بذلك من مصر صحبة البريدي كان قد انقطع قبل بيوم ونفث دما ومات ثاني) يوم تاسع عشر شهر رجب الفرد سنة تسع وأربعين وسبع مائة في طاعون دمشق رحمه الله تعالى 3 (الأشرف بن قلاون)) خليل بن قلاون السلطان الملك الأشرف صلاح الدين ابن السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاون الصالحي جلس على تخت الملك في ذي القعدة سنة تسع وثمانين وست مائة بعد موت والده واستفتح الملك بالجهاد وسار ونازل عكا وافتتحها ونظف الشام كله من الفرنج ثم سار في السنة الثانية فنازل قلعة الروم وحاصرها خمسة وعشرين يوما وافتتحها وفي السنة الثالثة جاءته مفاتيح قلعة بهسنى من غير قتال إلى دمشق ولو طالت مدته لملك العراق وغيرها فإنه كان بطلا شجاعا مقداما مهيبا علي الهمة يملا العين ويرجف القلب وكان ضخما سمينا كبير الوجه بديع الجمال مستدير اللحية على وجهه رونق الحسن
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»