* ختم الحب لها في كبدي * موضع الخاتم من أهل الذمم * * وإذا قلت لها جودي لنا * خرجت بالصمت من لا ونعم * ولما أنشد قول الشاعر * وقد جعل الأعداء ينتقصونها * وتطمع فينا ألسن وعيون * * ألا إنما ليلى عصا خيزرانة * إذا غمزوها بالأكف تلين * فقال بشار والله لو زعم أنها عصا مخ أو زبد لكان قد جعلها جافية خشنة إذ جعلها عصا ألا قال كما قلت * وحوراء المدامع من معد * كأن حديثها ثمر الجنان * * إذا قامت لمشيتها تثنت * كأن عظامها من خيزران * وهو الذي قال ما زلت منذ سمعت قول امرئ القيس * كأن قلوب الطير رطبا ويابسا * لدى وكرها العناب والحشف البالي * اجتهدت حتى قلت * كأن مثار النقع فوق رؤوسنا * وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه * ولأرباب البلاغة على هذا البيت كلام طويل مذكور في كتبهم وقد ضمنت أول هذا البيت فقلت * ولم أنس يوما حجبت فيه شمسه * فآذن إذ غابت بضيق نفوسنا * * وسد علينا الجو نشر ضبابه * كأن مثار النقع فوق رؤوسنا * وشعره كثير وأخباره في كتاب الأغاني كثيرة وقيل عنه إنه كان يفضل النار على الأرض ويصوب رأي إبليس في امتناعه من السجود لآدم وقال * إبليس خير من أبيكم آدم * فتنبهوا يا معشر الفجار * * إبليس من نار وآدم طينة * والأرض لا تسمعوا سمو النار * وقال أيضا * الأرض مظلمة والنار مشرقة * والنار معبودة مذ كانت النار *) وكان بشار يرى رأي الكاملية وهو طائفة من الرافضة يأتي ذكرهم إن شاء الله تعالى في حرف الكاف في مكانه وفي ترجمتهم شيء من ذكر بشار بن برد المذكور ووفد على المهدي وأنشده قصيدة يمدحه بها منها * إلى ملك من هاشم في نبوة * ومن حمير في الملك والعدد الدثر * * من المشترين الحمد تندى من الندى * يداه ويندى عارضاه من العطر *
(٨٦)