الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٠ - الصفحة ٨٨
* يا ابن نهيا برئت منك إلى الل * ه جهارا وذاك مني قليل * فأشاع حماد عجرد هذه الأبيات عن بشار وجعل حماد مكان بواحد عن واحد ليصحح عليه الزندقة والكفر بالله فما زالت الأبيات تدور أيدي الناس إلى أن انتهت إلى بشار فاضطرب منها وجزع وقال أشاط ابن الزانية بدمي والله وغيرها حتى شهر في الناس ما يهلكني وقال حماد في بشار * لقد صار بشار بصيرا بدبره * وناظره بين الأنام ضرير * * له مقلة عمياء واست بصيرة * إلى الاير من تحت الثياب تشير * * على وده أن الحمير تنيكه * وإن جميع العالمين حمير * ومن شعره وهو في غاية الحكمة * إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن * بحزم نصيح أو نصاحة حازم * * ولا تحسب الشورى عليك غضاضة * فإن الخوافي رافد للقوادم * * وخل الهوينا للضعيف ولا تكن * نؤوما فإن الحر ليس بنائم * * وأدن من القربى المقرب نفسه * ولا تشهد الشورى امرأ غير كاتم * * وما خير كف أمسك الغل أختها * وما خير سيف لم يؤيد بقائم * * فإنك لا تستطرد الهم بالمنى * ولا تبلغ العليا بغير المكارم * ((بشارة الشبلي الحسامي الكاتب)) مولى شبل الدولة صاحب المدرسة والخانقاه عند ثورا بدمشق سمع مع مولاه حنبلا وابن طبرزد وغيرهما وروى عنه الدمياطي والأبيوردي وجماعة وهو رومي الجنس وهو أبو أولاد بشارة المشهورين بدمشق كان يكتب خطا حسنا وذريته يدعون النظر على المدرسة والخانقاه المنسوبة إلى شبل الدولة المذكور وتوفي رحمه الله تعالى سنة أربع وخمسين وست مائة ((بشتاك الناصري)) بشتاك الأمير سيف الدين الناصري كان شكلا تاما أهيف القامة حلو الوجه قربه السلطان وأدناه وأعلى منزلته وكان يسميه في غيبته بعد موت بكتمر بالأمير وكان زائد التيه والصلف لا يكلم أستاذ الدار ولا الكاتب إلا بترجمان وكان إقطاعه سبع عشرة طبلخاناة أكبر من إقطاع قوصون وما يعلم قوصون بذلك ولما مات الأمير سيف الدين بكتمر الساقي ورثه في جميع أحواله في داره واسطبله الذي على البركة وفي امرأته أم أمير أحمد وشرى جاريته خوبى بستة آلاف دينار ودخل معها ما قيمته عشرة آلاف دينار وأخذ ابن بكتمر
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»